أوروبا
18 أيلول 2024, 07:40

البابا للشباب: "أتمنّى ألّا يكون البحر الأبيض المتوسّط مقبرة بعد الآن"

تيلي لوميار/ نورسات
البابا فرنسيس يبعث برسالة فيديو إلى المشاركين الشباب في اجتماع Med24 في تيرانا، يشجّعهم فيها على أن يكونوا وكلاء للسلام والوحدة والأخوّة، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

في رسالة مصوّرة إلى المشاركين في اجتماع "ميد 24" الذي يعقد في تيرانا بعنوان "حجّاج الرجاء، بناة السلام"، ألمح البابا فرنسيس، يوم الثلاثاء إلى موضوع سنة اليوبيل المقبلة، وذكّر شباب ألبانيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسّط الأوسع بمسؤوليّتهم ودورهم في تشكيل مستقبل مجتمعاتهم.  

وقال: "أنتم الجيل الجديد لألبانيا، والآن أريد أن أقول: أنتم، الجيل الجديد، مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسّط".

وبالتركيز على الموضوع الرئيس للاجتماع وهو الرجاء والسلام، قال البابا إنّ السلام يجب أن يُبنى جنبًا إلى جنب مع النيّة والإجراءات الملموسة.

"نحن جميعًا حجّاج رجاء، نسير بحثًا عن الحقيقة، ونعيش إيماننا، ونبني السلام - لأنّ السلام يحتاج إلى بناء!"

كما شدّد الأب الأقدس على أهمّيّة الأخوّة، مذكّرًا المشاركين الشباب بأنّ "الله يحبّ كلّ شخص".

وقال إنّ الشعور المتزايد بالأخوّة بين شواطئ البحر الأبيض المتوسّط الخمسة هو "أفضل إجابة يمكن أن نقدّمها للصراعات واللامبالاة القاتلة"، وشجّع الشباب على تعلّم تمييز علامات الأزمنة، مع الاعتراف بثراء تنوّعهم الثقافيّ والدينيّ...

وحثّهم الأب الأقدس على تعزيز الاحترام المتبادل، على خطى أجدادهم، الذين قال إنّهم عاشوا في احترام وتعاون على الرغم من اختلافاتهم.

ودعا، على وجه الخصوص، إلى الاهتمام بمحنة المهمّشين والضعفاء، ولا سيّما المهاجرين وأولئك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم بحثًا عن مستقبل أفضل. وهكذا، حثّ الشباب على "نبذ ثقافة اللامبالاة" وتبنّي ثقافة الرعاية والصداقة والتضامن...

وقال إنّ البحر يرمز إلى المسؤوليّة المشتركة لتعزيز الوحدة والسلام، وأيّد مثال الشهداء، مثل الطوباويّة ماريا تاتشي، التي قدّمت حياتها في سن 22 كشاهدة للإيمان والمقاومة ضدّ العنف.

وأضاف البابا: "شجاعتهم هي شهادة حيّة يمكن أن تلهمكم التزامكم بمقاومة كلّ عنف يشوّه إنسانيّتنا".

وفي الختام، استدعى حماية السيّدة العذراء مريم، "أمّ المشورة الصالحة"، وطلب من المشاركين الشباب أن يحذوا حذوها، وأن يصبحوا "حجّاج رجاء لا يهدأون" وأن يعملوا على ضمان أن تعكس منطقة البحر الأبيض المتوسّط مرّة أخرى جوهرها الحقيقيّ "كتعبير عن الأخوّة والسلام".

ليتحوّل البحر الأبيض المتوسط، كما صلّى، إلى مكان للوحدة، والأخوّة، والرجاء، "لا مقبرة في ما بعد".