الفاتيكان
10 تشرين الأول 2025, 11:50

البابا: لا يمكن أبدًا اعتبار عمل الصّحفيّين جريمة بل هو حقّ يجب احترامه

تيلي لوميار/ نورسات
شدّد البابا لاون الرّابع عشر على الدّور الرّئيسيّ لوسائل الإعلام والاتّصالات في تشكيل الضّمائر ودعم التّفكير النّقديّ، وعلى كونه "خيرًا عامًّا علينا جميعًا احترامه، "ولهذا فإنّ المفيد بالفعل هو الشّراكة بين المواطنين والصّحفيّين في خدمة مسؤوليّة أخلاقيّة ومدنيّة".

كلام البابا جاء خلال استقباله المشاركين في المؤتمر الـ39 لشبكة Minds الدّوليّة الّتي تجمع وكالات أنباء تعمل في مجال الاتّصالات الحديثة، دعاهم فيها إلى تقييم ودعم العاملين والوكالات الّذين يُثبتون جدّيّةً وحرّيّة حقيقيّة في عملهم ما يأتي بمنافعه على المجتمع بكامله.

وإستذكر الصّحفيّين ضحايا الحرب وإيدولوجيا الحرب الّتي تعمل على تفادي تواجد الصّحفيّين، مشدّدًا على ضرورة عدم نسيانهم، وقال: "إن كنّا نعرف اليوم ما يحدث في غزّة وأوكرانيا ومناطق أخرى تدميها القنابل فالفضل يعود بشكل كبير إلى هؤلاء الصّحفيّين. وإنّ هذه الشّهادات الاستثنائيّة هي ذروة إسهام مشقّة يوميّة لأشخاص كثيرين يعملون كي لا يتمّ التّلاعب بالإعلام من أجل أهداف تتناقض مع الحقيقة ومع الكرامة البشريّة".

خلال اللّقاء، جدّد البابا نداءه من أجل إطلاق سراح الصّحفيّين الّذين تعرّضوا للاضطهاد والسّجن خلال تأدية عملهم، مشدّدًا على أنّ "قيام الصّحفيّ بعمله لا يمكن أبدًا اعتباره جريمة، بل هو حقّ يجب احترامه"، ونحن مدعوّون "إلى الدّفاع عن وضمان إمكانيّة الحصول بحرّيّة على المعلومات وذلك لكون هذا إحدى ركائز المجتمع".

كما أكّد على "ضرورة تحرير الاتّصالات ممّا يلوّثها من أفكار خادعة ومنافسة غير نزيهة وما يُعرف بـ clickbait أيّ طُعم النّقرة"، وعلى "ضرورة أن تعمل وكالات الأنباء في الإطار الإعلاميّ الحاليّ انطلاقًا من مبادئ، لا يتمّ تقاسمها بشكل دائم مع الأسف، مبادئ توفِّق بين الاستدامة الاقتصاديّة للشّركات وحماية حقّ الحصول على إعلام دقيق ومتوازن. وعلى الصّحفيّين العاملين في هذه الوكالات أن يكونوا أوّل مَن يصل إلى مسرح الأحداث ومَن ينقل الأنباء العاجلة."

وثمّن الأب الأقدس عمل الصّحفيّين تحت الضّعط، مشيرًا إلى أنّ عليه "أن يكون ترياقًا ضدّ انتشار إعلام رذيل".

وتوقّف البابا عند الذّكاء الاصطناعيّ، وتساءل: مَن يديره ولأيّة أهداف؟ ودعا بالتّالي إلى اليقظة "كي لا تحلّ التّكنولوجيا محلّ الكائن البشريّ وكي لا يكون الإعلام والخوارزميّات الّتي تحكمه بيد قلّة."

وأنهى الأب الأقدس كلمته، حاثًّا ضيوفه على "أن يكونوا حاجزًا أمام مَن يسعون من خلال الكذب إلى خلق انقسامات للسّيادة بالتّفرقة، وأن يكونوا سدًّا أمام الرّمال المتحرّكة للتّقريب وما بعد الحقيقة."