البابا في مقابلته العامّة: الإيمان هديّة الحياة المسيحيّة

تكلّم الأب الأقدس إلى المؤمنين المجتمعين في ساحة القدّيس بطرس والمتابعين مقابلته العامّة عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعيّ، عن فضيلة الإيمان، قال:  

"الإيمان هو العمل الذي به، يسلّم الإنسان ذاته، بحريّةٍ، لله.  

كان إبراهيم أبَ المؤمنين، فقد وثق بالله، وعندما طلب منه أن يترك أرض أجداده ويتوجّه إلى أرضٍ لا يعرفها، وعندما طلب منه أن يقدّم ابنه الوحيد ذبيحة. لكن الله، بعد أن امتحن إيمانه، منعه من أن يقدّم ابنه على المذبح في سبيله.

وكان موسى رجل إيمان، ثابتًا وراسخًا في إيمانه، وواثقًا في الله.

وكانت مريم العذراء أيضًا مؤمنة، عملت دائمًا بحسب مشيئة الله.

الإيمان هو العلاقة بين الإنسان والله".

وقال قداسته: "الخوف هو عدو الإيمان الأكبر، كما حدث مع التلاميذ عندما هبّت العاصفة والسفينة في عرض البحر مع أنّ يسوع كان معهم.

لذلك، فالعطيّة الأولى التي يمكن للوالدين أن يطلبانها لأولادهم، هي عطيّة الإيمان. فالإيمان يبعد الخوف عنهم حتّى في وسط محن الحياة ويساعد على نموّ ثقتهم بالله الذي لا يتخلّى عنهم أبدًا.  

الإيمان هو العطيّة السعيدة والفضيلة الوحيدة التي يُسمح لنا أن نحسد الآخر عليها لأن الذي عنده إيمان، تسكنه قوّةٌ فوق قوّة البشر.

لذلك، لنطلب إلى الله أن يزيدنا إيمانًا."

ثمّ، حيّا البابا فرنسيس المؤمنين الناطقين العربيّة: "المسيحيّ مدعوٌّ إلى أن يثق بالله وأن يسلّم ذاته إليه بحريّة، لأنّنا، معه، نحن في سلامٍ وأمان.  

بارككم الربّ جميعًا وحماكم دائمًا من كلّ شرّ."

ثمّ، تلى الجميع صلاة الأبانا تلحينًا، باللاتينيّة، قبل أن يبارك الأب الأقدس الحضور والمتابعين غير الحاضرين، خاصًّا بالذكر الأطفال والمسنّين والمتزوّجين حديثًا والمرضى، والمتألّمين بأمراضٍ شديدة. كما بارك الأشياء التقويّة التي مع أصحابها.  

ولن ننسى أنّ البابا لا يغيب عن باله ولا عن قلبه أبدًا همُّ الصلاة من أجل السلام في العالم ومن أجل تخفيف آلام الرازحين تحت نير الحروب، وذكر أيضًا هذه المرّة ضحايا الفيضانات القاتلة في شرق إفريقيا.