الفاتيكان
15 تموز 2024, 05:45

البابا في صلاة التبشير الملائكيّ: "لا تنأوا بأنفسكم عن فرح المسيح"

تيلي لوميار/ نورسات
دعا البابا فرنسيس المؤمنين، في خطابه في صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد، إلى الاقتراب من المسيح من خلال حمل الضروريّات معهم فقط، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

"لنختبر فرح الله ومحبّته بالكامل، تخلّوا عن تلك الأمتعة غير الضروريّة التي تثقل كاهلنا وتعيق المسيرة"، نصح البابا فرنسيس المؤمنين في كلمته في صلاة التبشير الملائكيّ، يوم الأحد، في الفاتيكان. استقى البابا موضوعه من قراءة إنجيل الأحد وفقًا للقدّيس مرقس، حيث نسمع يسوع يقول لأتباعه أن يحزموا النور من أجل اتّباعه.

في الواقع، يخبرنا الإنجيل، عن أنّ يسوع أرسل تلاميذه "اثنين اثنين" في مهمّة، ونصحهم بأن يأخذوا فقط ما هو ضروريّ.

قال البابا: "لنتوقّف للحظة عند هذه الصورة: التلاميذ مرسلون معًا ويجب أن يأخذوا معهم فقط ما هو ضروريّ"، مذكّرًا بأنّ الإنجيل لا يُعلَن فرديًّا، بل معًا، كجماعة.

"للقيام بذلك"، قال البابا، "مهمٌّ أن نعرف كيف نحافظ على الرصانة، ما يعني كيف نكون متيقّظين في استخدام الأشياء، ومشاركة الموارد والقدرات والهبات".

وقال بأنْ، "لكي نكون أحرارًا، نحتاج إلى الاستغناء عن الأشياء الزائدة، بطريقة يكون لدى الجميع ما يحتاجون إليه للعيش بكرامة والمساهمة بنشاط في الرسالة".

كما أنّ الأمر يتطلّب، كما شدّد البابا، أن يكون المرء متيقّظًا في الأفكار والمشاعر، وأن يتخلّى عن الأفكار المسبقة والجمود وتبنّي، بدل ذلك، "المشاركة والاستماع"، ما يجعل "الشهادة أكثر فعاليّة".

وقال: "دعونا نفكّر، على سبيل المثال، في ما يحدث في عائلاتنا أو مجتمعاتنا". "عندما نكون راضين بما هو ضروريّ، حتّى مع القليل، بعون الله، ننجح في التوافق والاتّفاق، ومشاركة ما لدينا".

ولاحظ أنّ هذا هو بالفعل إعلان إرساليّ، قبل الكلمات وأكثر من ذلك، لأنّه يجسد جمال رسالة يسوع في واقعيّة الحياة. وقال: "إنّ العائلة أو الجماعة التي تعيش بهذه الطريقة، تخلق حولها بيئة غنيّة بالمحبّة، حيث يكون من الأسهل الانفتاح على الإيمان وحداثة الإنجيل، ومن هذه البيئة يخرج المرء بحالٍ أفضل وأكثر هدوءا".

وحذّر الأب الأقدس قائلا: "من ناحية أخرى، إذا ذهب الجميع في طريقهم الخاصّ" و "بِهَمّ الأشياء فقط – وهي لا تكفي أبدًا، يمسي الجوّ ثقيلًا، والحياة صعبة، واللقاءاتُ مناسباتٍ من عدم الارتياح والحزن والإحباط أكثر من الفرح".

لهذه الأسباب، أصرّ الأب الأقدس على أنّ الشركة والرصانة قيمتان مهمّتان لحياتنا المسيحيّة ورسالتنا و"لتكون الكنيسة مرسَلة حقًّا على المستويات كلّها".

لذلك، دعا البابا المؤمنين للانضمام إليه في طرح بعض الأسئلة: "هل أشعر بفرح إعلان الإنجيل، وحمل الفرح والنور اللذين يأتيان من اللقاء مع الربّ، حيث أعيش؟".

وللقيام بذلك، لنفكّر، "هل ألتزم بالسير مع الآخرين، ومشاركة الأفكار والقدرات معهم، بعقل متفتح وقلب سخيّ؟"

"وأخيرا"، سأل البابا، "هل أعرف كيف أزرع أسلوب حياة رصينًا، منتبهًا إلى احتياجات إخوتي وأخواتي؟"

واختتم البابا فرنسيس كلمته بالتوسّل إلى مريم، سلطانة الرسل، أن تساعدنا نحن المؤمنين على أن نكون تلاميذ مرسلين حقيقيّين، في الشركة وفي رصانة الحياة.