أوروبا
08 تموز 2024, 10:10

البابا في القدّاس في ترييستي: نحن بحاجة إلى "فضيحة" الإيمان

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البابا فرنسيس القدّاس في ترييستي في ختام الأسبوع الاجتماعيّ الكاثوليكيّ الإيطاليّ في نسخته الخمسين، وقال إنّ العالم بحاجة إلى "فضيحة الإيمان" التي تدخل تاريخ البشريّة وتصبح خميرة رجاء وبذرة لعالم جديد، كما ورد في "فاتيكان نيوز".

 

"ما يحتاجه العالم الآن هو "فضيحة الإيمان"، قال البابا فرنسيس في عظته في القدّاس يوم الأحد، الذي ترأّسه في مدينة ترييستي الإيطاليّة بمناسبة اختتام الأسبوع الاجتماعيّ الكاثوليكيّ الإيطاليّ الخمسين.

بدأ الأب الأقدس تأمّله بالإشارة إلى أنّ يسوع نفسه كان مرفوضًا من قبل مواطنيه، وذلك بسبب إنسانيّته على وجه التحديد.

لقد رأوا فقط حياته العاديّة على أنّه "ابن يوسف النجّار" ، ولم يتمكّنوا من فهم مصدر حكمته ومعجزاته.

"إله قويّ وذو سلطان، هذا مفهومٌ وجذّاب"، قال البابا، ولكن إله ضعيف حتّى الموت على الصليب، إلهٌ يتحدّانا في الحياة من أجل الآخرين، كما فعل يسوع، فهو "إله غير مريح"، يزعجنا ويفضحنا.

ومع ذلك، فإنّ "فضيحة الإيمان" هذه هي بالضبط ما نحتاج إليه اليوم، كما قال البابا فرنسيس. "نحن بحاجة إلى فضيحة إيمان" لا يكون غير مبالٍ بمشاكل هذا العالم، إيمانٌ متجذّرٌ في التجسّد، "يدخل التاريخ، ويمسّ حياة الناس، ويصبح خميرة رجاء وبذرة لعالم جديد".

أصرّ البابا فرنسيس على أنّ الله موجود على وجه التحديد "في الزوايا المظلمة من حياتنا ومدننا"، وبين "الأقلّ شأنًا، والمنسيّين، والمهملين".

وقال بأنْ، في كثير من الأحيان، نشعر بالخزي من الأشياء الصغيرة، في حين أنّنا بدلًا من ذلك يجب أن نغضب "في مواجهة الشرّ المتفشّي، والحياة التي تتعرّض للإذلال"، وأن نشعر بالفضيحة بسبب محنة المهاجرين والسجناء.

مثل يسوع – الذي، على الرغم من رفضه وحتّى محاكمته وإعدامه، "بقينا أمناء لرسالته" – نحن المسيحيّون مدعوّون أيضًا إلى أن نكون أنبياء وشهودًا لملكوت الله، في أيّ مكان أو موقف نجد أنفسنا فيه.

"دعونا لا نخجل من يسوع، بل على العكس من ذلك، دعونا نكون ساخطين على كلّ تلك المواقف التي تتدهور فيها الحياة وتُجرح وتُقتل".

"دعونا نحمل نبوءة الإنجيل في جسدنا، باختياراتنا حتّى قبل كلماتنا."

في نداء خاصّ إلى الكنيسة في ترييستي، دعا البابا فرنسيس المؤمنين، "جاهدوا إلى الأمام! إستمرّوا في أن تكونوا في الخطوط الأماميّة لنشر إنجيل الرجاء، خصوصًا تجاه أولئك الآتين من طريق البلقان وتجاه أولئك الذين يحتاجون، جسديًّا أو روحيًّا، إلى التشجيع والتعزية".

واختتم البابا فرنسيس عظته بدعوة الجميع إلى الالتزام بالعمل معًا، مدركين أنّنا جميعا محبوبون من الله الآب، من أجل العيش كإخوة وأخوات للجميع.