الفاتيكان
29 حزيران 2019, 13:22

البابا فرنسيس يوجّه رسالة إلى الكنيسة الألمانية، والسّبب؟

وجّه البابا فرنسيس رسالةً لتأكيد دعمه للمسيرة السّينودسيّة للكنيسة في ألمانيا، ومعبّرًا فيها عن تقديره للكنيسة الألمانيّة، ومسلّطًا الضّوء على أهميّة دور الرّوح القدس في التّجدُّد الكنسيّ، فاستهلّها قائلًا بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز":

"نُدرك جميعًا أنّنا لا نعيش مرحلة تغيير وحسب، وإنّما أيضًا تغيير مرحلة يطرح أسئلة جديدة وقديمة، تولّد نقاشًا منطقيًّا وضروريًّا. أنا أُدرك مأساويّة وضع الكنيسة في البلاد وأُقدّم دعمي للتّأمُّل حول هذا الموضوع."

 

وتُشكل هذه الرّسالة مساهمة لفرنسيس في المسيرة السّينودسيّة التي قرّرها أساقفة البلاد في جمعيّتهم العامّة في آذار/ مارس الماضي. وتنطلق هذه المسيرة من دراسة قام بها الأساقفة حول موضوع الاعتداءات الجنسيّة من قبل المُكرّسين والإكليروس، وحول مواضيع أُخرى أيضًا، كشيخوخة الجماعات المسيحيّة، وغياب الدّعوات وعدم قبول العقيدة الكاثوليكيّة حول الجنس ومسألة أسلوب حياة الكهنة. لكنّ البابا لا يجيب على هذه الأسئلة الملموسة، لأنّ مُساهمته تريد أن تكون أساسًا روحيًّا لهذا النّقاش، فهو لا يقدّم حلولاً جاهزة وإنّما، وفي أسلوب الإرشاد الرّسوليّ فرح الإنجيل، يذكّر بأهمية دور الرّوح القدس.

يبدأ البابا الرّسالة مسلّطًا الضّوء على قوّتين كبيرتين تميّزان الكنيسة الألمانيّة: إنّ الجماعات الكاثوليكيّة في ألمانيا بتنوّعها وتعدادها هي معروفة في العالم بأسره لحسّها بالمسؤوليّة ولسخائها. وثانيًا يشير الأب الأقدس إلى المسيرة المسكونيّة التي انطلقت فيها الكنيسة. بعدها يتوقّف الحبر الأعظم عند معنى السّينودسيّة، مسلّطًا الضّوء على الرّؤية المزدوجة أيّ إنّها تتحقّق من الأسفل إلى الأعلى، ومن ثمّ من الأعلى نحو الأسفل. وبالتّالي، فالأولويّة هي للحياة اليوميّة والملموسة في جميع الأماكن.

 

وللقيام بهذه المسيرة السّينودسيّة، يؤكّد البابا فرنسيس أنّه من الضّروري أوّلاً التّحلّي بالشّجاعة. ولكن وفي الوقت عينه هناك حاجة للتّنبّه لعدم السّقوط في الفخاخ التي قد نواجهها خلال المسيرة، ويُسميّها البابا "تجارب". ويكتب أنّه في أساس هذه التّجارب، هناك الاعتقاد بأنّ الجواب الأفضل للعديد من المشاكل وللنّقص الموجود هو إعادة تنظيم الأمور وتغييرها لجعل الحياة الكنسيّة تتلاءم مع المنطق الحاليّ، أو منطق مجموعة معيّنة. ولذلك، علينا أن نتقدّم بحكمة لأنّ الرّؤية المنطقيّة للمشاكل تحمل معنًى مهمًّا، ولكنّنا بهذه الطّريقة لا نعيش أمانتنا بالكامل. وبالتّالي، يعود الحبر الأعظم في رسالته إلى الارتداد الرّاعويّ؛ مؤكّدًا أنّه على البشارة أن تكون المعيار الذي يقودنا ويحرّكنا.

ولكي لا يبقى في الأمور المُجرّدة، يشير البابا فرنسيس في رسالته إلى أهداف الإصلاح الحقيقيّ: "أن نسير لكي نلتقي الإخوة والأخوات، ولاسيّما المُهمّشين منهم والضّعفاء، في إطار ثقافة التّهميش، وثقافة، غالبًا ما تملؤها "خطابات رهاب الأجانب"."

ومرّة أخرى يعود الأب الاقدس للحديث حول موضوع السّينودسيّة التي تحتاج إلى "حسّ كنسيٍّ" حيّ؛ شعور مشترك للكنيسة بأسرها، لأنّ المسيرة التي بدأتها لا يجب أن ينتهي بها الأمر في عزلة التّفاصيل الخاصّة.

 

ولذلك يُتابع الحبر الأعظم شرحه بأنّه "لا يمكننا أن نتجاهل أو أن نخفي التّحدّيات التي تنتظرنا ومختلف المسائل والأسئلة التي تظهر، بل يجب علينا أن نواجهها متنبّهين لكي لا نغرق فيها وتنحصر آفاقنا ووقائعنا. وبالتّالي، علينا أن نصغي للجميع، ولاسيّما للبسطاء والصّغار. هذه هي المسيرة السّينودسيّة. لنسر معًا كجسم رسوليّ ولنصغِ إلى بعضنا البعض يقودنا الرّوح القدس، حتّى وإن كانت أساليبنا في التّفكير مختلفة. ليُرشدُنا الرّب إلى درب التّطويبات!"