الفاتيكان
01 آذار 2024, 11:40

البابا فرنسيس: يمكن للأشخاص الضّعفاء أن يكونوا حضورًا للإنجيل في المجتمع

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرّسوليّ بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر تحت عنوان "الهشاشة والجماعة بين الاستقبال والإدماج"، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"لقد رأيت برنامجكم لهذه الأيّام: غنيّ جدًا ومثير جدًا للاهتمام. لقد وضعتم الهشاشة في المحور. أنا أقدّر هذا الخيار، الإنجيليّ بامتياز، وأودّ أن أترك لكم بعض الأفكار للتأمّل والمسيرة.

أوّلًا: لكي أستقبل الإخوة والأخوات الضّعفاء، يجب أن أشعر بضعفي وبأنّ المسيح يقبلني كما أنا. هو يسبقنا على الدّوام: لقد جعل نفسه ضعيفًا، وصولاً إلى الآلام؛ وقبِلَ هشاشتنا لكي نتمكّن بفضله من أن نفعل الشيء نفسه. يكتب القديس بولس: "تقبّلوا إذا بعضكم بعضًا، كما تقبّلكم المسيح". وبالتّالي إذا ثبتنا فيه كالأغصان في الكرمة، فسنثمر ثمارًا جيّدة، حتى في حقل الضّيافة الواسع هذا.

فكرة ثانية. قضى يسوع معظم خدمته العامّة، خاصّة في الجليل، على اتّصال بالفقراء والمرضى على اختلاف أنواعهم. ولذلك علينا أن نبقى مُتجذِّرين بالإنجيل، وبيسوع، الذي لم يعلّم تلاميذه أن يخططوا للعناية بالمرضى والفقراء. لقد أراد يسوع أن يُنشِّأ تلاميذه على أسلوب حياة من خلال التّواصل مع الضّعفاء بينهم. وقد رأى التّلاميذ كيف كان يلتقي بالنّاس، ورأوا كيف كان يستقبلهم: قربه، وعطفه، وحنانه. وبعد القيامة، طبع الرّوح القدس فيهم نمط الحياة هذا. وهكذا، فإنّ الرّوح القدس قد كوّن على الدّوام رجالًا ونساءً أصبحوا قدّيسين من خلال محبّة الأشخاص الضّعفاء على مثال يسوع. بعضهم قد أُعلنت قداستهم وأصبحوا قدوة لنا جميعًا؛ ولكن كم من الرّجال والنّساء قد تقدّسوا باستقبال الصّغار والفقراء والضّعفاء والمهمّشين! ومن المهمّ، في جماعاتنا، أن نشارك ببساطة وامتنان قصص هؤلاء الشّهود الخفيّين للإنجيل.

وأودّ أن أترككم مع نقطة أخيرة. إنَّ الفقراء والضّعفاء في الإنجيل، ليسوا أشياء، بل هم روّاد مع يسوع في إعلان ملكوت الله. لنفكر في بارتيماوس، أعمى أريحا. تلك القصّة هي رمزيّة، وأدعوكم لكي تعيدوا قراءتها غالبًا لأنّها غنية جدًا. من خلال دراسة هذا النّصّ والتّأمّل فيه، نرى أن يسوع يجد في ذلك الرّجل الإيمان الذي كان يبحث عنه: يسوع وحده عرفه وسط الجمع والضّجيج، وأصغى إلى صرخته المملوءة بالإيمان. وذلك الرّجل، الذي من خلال إيمانه بالرّبّ استعاد بصره، انطلق وتبع يسوع وأصبح شاهدًا له، لدرجة أنّ قصّته دخلت في الأناجيل. إنّ بارتيماوس الضّعيف، الذي خلّصه يسوع الضّعيف، يشارك في فرح كونه شاهدًا لقيامته. لقد ذكرت لكم هذه القصّة، ولكن سيكون هناك العديد من القصص الأخرى، مع أنواع مختلفة من الضّعف، وليس الضّعف الجسديّ فقط. لنفكّر في المجدليّة: التي كانت تعذّبها سبعة شياطين، والتي أصبحت الشّاهدة الأولى ليسوع القائم من بين الأموات. باختصار: يمكن للأشخاص الضّعفاء، الذين نلتقي بهم ونقبلهم بنعمة المسيح وأسلوبه، أن يكونوا حضورًا للإنجيل في الجماعة المؤمنة وفي المجتمع.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكركم على التزامكم. سيروا قدمًا! ولترافقكم العذراء مريم على الدّوام. أبارككم جميعًا من كلِّ قلبي. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي".