الفاتيكان
07 تشرين الأول 2019, 05:55

البابا فرنسيس يعيّن 13 كاردينالاً جديدًا ويدعوهم إلى الرّأفة

عيّن البابا فرنسيس، خلال ترؤّسه كونسيستوارًا عاديًّا عصر السّبت، 13 كاردينالاً جديدًا كان قد أعلن عن أسمائهم بعد التّبشير الملائكيّ، في الأوّل من أيلول/ سبتمبر الجاري، وهم:

Miguel Angel Ayuso Guixot رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان،
José Tolentino Medonça المسؤول عن أرشيف ومكتبة الكنيسة الرومانية المقدسة،
Ignatius Suharyo Hardjoatmodjo رئيس أساقفة جاكارتا،
Juan de la Caridad García Rodríguez رئيس أساقفة San Cristóbal de la Habana،
Fridolin Ambongo Besungu رئيس أساقفة كينشاسا،
Jean-Claude Höllerich رئيس أساقفة اللوكسمبرغ،
Alvaro L. Ramazzini Imeri رئيس أساقفة Huehuetenamgo،
Matteo Zuppi رئيس أساقفة بولونيا،
Cristóbal López Romero رئيس أساقفة الرباط،
Michael Czerny من الدائرة الفاتيكانية للتنمية البشرية المتكاملة.
ويضاف إلى مجمع الكرادلة كلّ من المطران Michael Louis Fitzgerald، رئيس الأساقفة Sigitas Tamkevičius، والمطران Eugenio Dal Corso. 
خلال الاحتفال ألقى البابا عظة توقّف في مستهلّها عند رأفة الرّبّ يسوع كما رواها القدّيس مرقس البشير، الفصل السادس، لافتًا إلى أنّ الرأفة هي أساسية في الإنجيل وهي مخطوطة في قلب المسيح وفي قلب الله منذ الأزل، وقال: "نرى في الإنجيل الرب يسوع تحرّكه الرأفة تجاه الأشخاص المتألمين في أكثر من مناسبة، وكلما قرأنا صفحات الكتاب المقدس يتضح لنا أنّ هذه الرأفة ليست حدثًا عرضيًّا، بل هي تعبير عن موقف قلبه الذي تجسدت فيه رحمة الله. والقديس مرقس يقدّم لنا صورة عن الرب يجول في الجليل يبشر بالملكوت ويطرد الشياطين، وقد حرّكته الرأفة تجاه الأبرص فمدّ يده ولمسه وشفاه من مرضه. وظهر في هذا العمل المسيح مخلّص الإنسان، وقد جسّد مشيئة الله في أن يطهّر الإنسان المصاب ببرص الخطية. إنه يد الله الممدودة التي تلمس جسدنا المريض وتقوم بالشفاء.
إنّ الرب راح يبحث عن الأشخاص المقصيّين والمهمّشين ومن فقدوا الرجاء، شأن الرجل المخلّع منذ ثمانية وثلاثين عامًا المطروح إلى جانب بركة "بيت ذاتا" منتظرًا بدون جدوى أن يُنزله أحد ما في المياه. إنّ هذه الرأفة ليست وليدة ساعتها لأنّها مطبوعة في قلب الآب منذ البدء، وهذا ما نراه في خطاب الرب إلى موسى قائلاً له إنه نظر إلى معاناة شعبه في مصر. إنّ محبة الله لشعبه مفعمة بالرأفة فصار كل ما هو إلهي رؤوفًا، فيما يبدو أنّ كل ما هو إنساني أصبح وللأسف بعيدًا كل البعد عن الرأفة".
وأشار الحبر الأعظم إلى "تلامذة يسوع الّذين أظهروا غالبًا أنهم يفتقرون إلى الرأفة، مثلاً إزاء مشكلة الحشود الجائعة التي تحتاج إلى الطعام. وكأنهم يريدون أن يقولوا لهؤلاء الناس "تدبّروا أمركم". إنّ هذا الموقف شائع جدًّا وسط البشر، حتى بين الأشخاص المتديّنين والقيّمين على العبادة، فالمهام التي نقوم بها ليست كافية لتجعلنا رؤوفين. وهذا ما يُظهره جليًّا مثل السامري الصالح، عندما ترك الكاهن واللّاوي الرجلَ مطروحًا على جانب الطريق ولم يحرّكا ساكنًا لمساعدته. إنّ هذين الرجلين قالا بداخلهما "ليست مسؤوليتي"، وهذا يعني أّنّ الإنسان يبحث دائمًا عن المبرّرات، التي تتّخذ أحيانًا طابعًا مؤسّساتيًا شأن إقصاء البُرص. ومن هذا المنطلق، يتعيّن على الإنسان أن يتساءل ما إذا كان الله قد مارس الرأفة تجاهه".
وتوجّه البابا فرنسيس بنوع خاصّ إلى الكرادلة الجدد وسألهم ما إذا كانت هذه الرّأفة حيّة بداخلهم؟ ما إذا كان الله قد رافقهم برحمته؟ 
وتساءل البابا كذلك ما "إذا كان حيًّا لدينا إدراكُ رأفة الله تجاهنا"، مؤكّدًا أنّ "الأمر ليس اختياريًّا وليس مجرّد "مشورة إنجيلية"، إنه متطلّب أساسي. لأنّ الإنسان إن لم يشعر برأفة الله تجاهه لا يفهم محبّته. وإن لم يشعر بهذه الرأفة كيف يمكن أن ينقلها إلى الآخرين ويشهد لها؟".
وتوجّه البابا إلى الكرادلة الجدد جازمًا أنّه "على هذا الإدراك تعتمد القدرة على الأمانة للخدمة"، "بجهوزيّة الكاردينال واستعداده ليقدّم دماءه، وهذا ما يرمز إليه الثّوب الأحمر، وهذا الأمر يرتكز إلى الإدراك بأنّنا نلنا الرأفة وبأنّنا قادرون على منحها للآخرين. وإلّا لا يستطيع الكاردينال أن يكون أمينًا. وإنّ التّصرّفات السيئة لرجال الكنيسة تعود إلى فقدان الشعور بالرأفة التي نلناها، والاعتياد على النظر في الاتجاه الآخر، وعيش اللّامبالاة". 
وفي الختام، سأل البابا فرنسيس الله "أن يمنحنا قلبًا رؤوفًا لنكون شهودًا لمن نظر إلينا برأفة، واختارنا، كما كرّسنا وأرسلنا لنحمل إلى الجميع إنجيل الخلاص".

 

المصدر: فاتيكان نيوز