الفاتيكان
02 شباط 2024, 08:40

البابا فرنسيس يشدّد على أهميّة لغات العقل والقلب واليدين في عمل الجامعات الكاثوليكيّة

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس صباح الخميس رئيس وأعضاء مجلس إدارة وأكاديميّي جامعة نوتر دام من ولاية إنديانا الأمريكيّة، وتحدّث البابا خلال اللّقاء"عن تكريس هذه الجامعة نشاطها منذ تأسيسها لتعزيز رسالة الكنيسة في إعلان الإنجيل من خلال تكوين الأشخاص في جميع أبعادهم" بحسب "فاتيكان نيوز"، وذكَّر بكلمات الطّوباويّ باسيل مورو عن "التّربية المسيحيّة باعتبارها فنّ مرافقة الشّباب إلى الكمال".

وتابع قائلًا بإنّه يريد "التّأمل حول ما وصفها بثلاث لغات، أيّ لغات العقل والقلب واليدين والتي تشكّل معًا أفقًا يمكن للجماعات الأكاديميّة الكاثوليكيّة أن تعمل في إطاره من أجل تكوين شخصيّات قويّة ومتكاملة يحفز تعليم المسيح رؤيتها للحياة.

وتحدّث عن لغة العقل فقال "إنّ الجامعات الكاثوليكيّة هي بطبيعتها ملتزمة من أجل تطوير المعرفة من خلال الدّراسة الأكاديميّة والبحث. هذا يعني في العالم المعولَم الحاجة الضّروريّة إلى مقاربة تقوم على التّعاون وتعدّد التّخصّصات، تجمع مجالات دراسة وبحث مختلفة." وعن الجهود التّربويّة للمؤسّسات الكاثوليكيّة قال "إنّها تقوم على القناعة الرّاسخة بالتّناغم المتداخل بين الإيمان والعقل، ذلك التّناغم الذي تنطلق منه أهمية الرّسالة المسيحيّة بالنّسبة لجميع مجالات حياة الأشخاص والمجتمع. وينتج عن هذا أنّ المربّين والطّلاب مدعوّون إلى أن يثمّنوا بشكل أكبر دائمًا، وإلى جانب قيمة التّعلّم بشكل عام، غنى التّقاليد الفكريّة الكاثوليكيّة."

وعن لغة القلب قال البابا فرنسيس "إنّ مهمة الجامعات الكاثوليكيّة لا تقتصر على تطوير العقول بل وتشمل أيضًا توسيع القلوب. الجماعة المسيحيّة بكاملها مدعوّة إلى مرافقة الأشخاص، وخاصّة الشّباب، على دروب الحياة بحكمة واحترام، ومساعدتهم على إنماء انفتاح على كلّ ما هو حقيقيّ وصالح وجميل. ويستدعي هذا تأسيس علاقات صادقة بين المربّين والطّلاب كي يتمكّنوا من السّير معًا وأن يفهموا أعمق تساؤلات واحتياجات وأحلام الحياة." ووجه البابا فرنسيس سؤالًا إلى ضيوفه داعيًا كلًّا منهم إلى الإجابة عليه فيما بعد، ألا وهو إن كانوا يساعدون الشّباب على الحلم. كما وتحدّث "عن ضرورة تعزيز الحوار وثقافة اللّقاء كي يتعلّم الجميع الاعتراف بكل فرد وتثمينه ومحبّته كأخ أو أخت، وقبل كلّ شيء كإبن محبوب لله." وأكّد "أنّه لا يمكن تجاهل الدّور الأساسيّ للدّين في تربية قلوب الأشخاص"، ووجّه التحية إلى جامعة نوتر دام "على أجوائها التي تُمَكّن الطّلاب والأساتذة والعاملين فيها من النّموّ روحيًّا ومن الشّهادة بفرح للإنجيل ولقوّته المحوِّلة للمجتمع وقدرته على أن يمنح لكلّ شخص الرّجاء والقوّة كي يواجه بحكمة تحدّيات زمننا."

أما عن لغة اليدين، فقال البابا فرنسيس "إنّ الترّبية الكاثوليكيّة ملتزمة أيضًا من أجل بناء عالم أفضل، وذلك من خلال تعليم التّعايش والتّضامن الأخويّ والسّلام. لا يمكن البقاء منعزلين خلف جدران مؤسّساتنا وحدودها، بل يجب الخروج نحو الضّواحي وذلك للقاء المسيح وخدمته في القريب." وشجّع "على مواصلة الجهود التي تقوم بها الجامعة من أجل تعزيز الالتزام التّضامنيّ لدى طلّابها إزاء حاجات الجماعات الأكثر ضعفًا".

وفي الختام شكر البابا فرنسيس ضيوفه "على ما يقومون به من خدمة ثمينة كي تظلّ الجامعة أمينة لطابعها الخاصّ وهويّتها كمؤسّسة كاثوليكيّة للتّعليم العالي"، وأعرب "عن الرّجاء أن يواصل إسهامهم تثمين الإرث القويّ للتّربية الكاثوليكيّة وجعلهم أداة من أجل الخير"، وأوكل الحضور إلى شفاعة مريم العذراء مستمطرًا عليهم بركات الحكمة والفرح والسّلام. 

وإختتم البابا فرنسيس اللّقاء مباركًا ضيوفه، سائلًا إيّاهم ألّا ينسوا أن يُصلّوا من أجله.