البابا فرنسيس يستقبل قادة منتدى جزر المحيط الهادئ
تابع الحبر الأعظم يقول للأسف تولِّد هذه المنطقة أيضاً قلقاً لنا جميعاً، ولاسيّما للشعوب التي تقيم فيها والمُعرَّضة لظواهر بيئيّة ومناخيّة متواترة وقويّة. ولكنني أفكّر أيضاً بانعكاس المشكلة الخطيرة لارتفاع مستوى سطح البحر وبالانحلال المستمرّ الذي تتعرّض له الشعاب المرجانية. كثيرة هي الأسباب التي حملت إلى هذا التدهور البيئي وللأسف يُنسب معظمها إلى التصرُّف البشري القصير النّظر، والمرتبط بأشكال استغلال للموارد الطبيعيّة والبشريّة يصل تأثيره إلى عمق أعماق المحيطات.
أضاف الأب الأقدس يقول، عندما نتحدّث عن ارتفاع مستوى سطح البحر الذي يؤذي بشكل رئيسيّ سكّان المناطق الساحليّة الفقراء والذين ليس لديهم مكان ينتقلون إليه، نفكّر بمشكلة الاحتباس الحراري التي تتمُّ مناقشتها في العديد من المحادثات الدوليّة. وأشار البابا، في هذا السياق، إلى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ "COP-23"، والذي يُعقد خلال هذه الأيام في جُزر فيجي متمنّياً من أن تتمكّن أعمال هذا المؤتمر من الحفاظ على هذه الأرض التي لا تعرف الحدود.
تابع الحبر الأعظم يقول أنتم قادمين من بلدان من الجهة المقابلة لنا من الكرة الأرضية بالنسبة لروما، لكن هذه النّظرة لأرض بدون حدود تلغي جميع المسافات الخغرافيّة، وتذكّرنا بضرورة التيقُّن على صعيد عالمي لتعاون وتضامن عالميين وإستراتيجية مشتركة، لا تسمح بالوقوف غير مبالين إزاء المشاكل الخطيرة، كتدهور البيئة الطبيعية وصحّة المحيطات المرتبطة بالانحلال البشري والاجتماعي الذي تعيشه البشريّة اليوم.
أضاف البابا فرنسيس يقول من جهة أخرى، بالإضافة إلى المسافات الخغرافية تُلغى أيضاً المسافات الزمنيّة، من خلال الإدراك بأنّ كل شيء في العالم مترابط ارتباطاً وثيقاً؛ فأي نوع من العالم نريد تركه للذين سيأتون من بعدنا، للأطفال الذين يكبرون؟ إنّ هذا السّؤال لا يخصّ البيئةَ فقط بطريقةٍ معزولة... لأنّنا عندما نتساءل حول العالم الذي نريد تركه، فنحن نشير قبل كل شيء إلى توجّه العالم الشامل، وإلى معناه، وإلى قيَّمِه. أشكركم على زيارتكم وأبارككم وأبارك أوطانكم.