الفاتيكان
08 نيسان 2018, 07:52

البابا فرنسيس يستقبل شباب أبرشية بريشا من شمال إيطاليا

استقبل البابا فرنسيس يوم السبت، في قاعة بولس السادس، بالفاتيكان شباب أبرشية بريشا في شمال إيطاليا، وبعد التّرحيب بهم وشكر أسقف الأبرشيّة الذي رافقهم في هذا الحج، كانت كلمة للبابا فرنسيس جاء فيها، بحسب اذاعة الفاتيكان:

إن كان الأساقفة يؤمنون بالفعل بأنّ الشباب يمكنهم مساعدة الكنيسة على التغيير، هذا التّساؤل يهمّني بشكل كبير وأفكّر فيه، ومن المهم أن ينطلق الاستعداد والتحضير لسينودس الأساقفة القادم، الذي سيُعقد في تشرين الأول أكتوبر وموضوعه "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات"، من إصغاء حقيقي للشباب، وهذا ما يحدث بالفعل. انّ الإصغاء الحقيقي يعني بالنسبة لي الاستعداد لتغيير شيء ما وللسير معاً، وتقاسم الأحلام.

 ومن حقّي أنا أيضاً توجيه أسئلة، واحد منها إن كنتم في المقابل على استعداد للإصغاء إلى يسوع ولتغيير شيء ما في ذاتكم. وأطلب من كل واحد منكم أن يتأمل في هذا السّؤال في قلبه، وأن يسأل نفسه "هل أنا مستعد لجعل أحلام يسوع أحلامي؟ أم أني أخشى أن تزعج أحلامه أحلامي؟"

انّ حلم يسوع، هو ما تسميه الأناجيل ملكوت الله، والذي يعني المحبة مع الله وفي ما بيننا وتشكيل عائلة كبيرة من أخوة وأخوات، الله فيها هو الآب الذي يجب أبناءه جميعاً ويفرح حين يعود أحدهم بعد أن يضل. فهل أنتم مستعدّون لجعل هذا الحلم حلمكم؟

قال يسوع "مَن أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه". وقد استخدم هنا يسوع عبارة قد تبدو غير محبّبة، أن يزهد في نفسه، لكن يجب فهم معنى هذه العبارة، فهي لا تعني إزدراء العطيّة التي وهبنا إياها الله نفسه، الحياة، والآمال والعلاقات، بل هي إشارة إلى أنّ هناك في كل منّا "إنساناً قديماً"، أنانيّاً لا يتبع منطق الله، منطق الحب، بل ينطلق من مصالحه الخاصّة ربّما تحت قناع جميل. انّ يسوع قد مات على الصّليب كي يحرّرنا من عبودية هذا الإنسان القديم، والتي ليست عبودية خارجية بل داخلية، إنّها خطيئة تجعلنا نموت في داخلنا، ويسوع وحده هو القادر على أن يخلّصنا من هذا الشّر لكنّه يحتاج إلى تعاون منا.  في هذا السياق، يجب عليكم أنتم الشباب ترديد صلاة: "يا يسوع اغفر لي، امنحني قلبا مثل قلبك، متواضع وممتلئ بالمحبة". هكذا كان قلب يسوع، هكذا أحب يسوع، وهكذا عاش. انّ الله يهب مَن يثق فيه خبرات مثيرة للمفاجأة، مثل اختبار فرح جديد بقراءة الإنجيل، الكتاب المقدس، والشعور بجمال وحقيقة كلمته. مفاجأة أخرى قد تكون الانجذاب إلى المشاركة في القداس، وهو أمر قد لا يكون واسع الانتشار، والرّغبة في أن نكون مع الله، أن نبقى في صمت أمام الإفخارستيا. قد يجعلنا يسوع أيضاً نشعر بوجوده في الأشخاص المتألمين، المرضى والمبعَدين، أو قد يهبنا شجاعة السير عكس التيار بدون تكبر أو غطرسة وبدون إدانة الآخرين. انّ كل هذه عطايا تجعلنا نشعر بأنّنا نتجرد من ذاتنا ونزداد امتلاءاً بيسوع.

انّ القديس فرنسيس الأسيزي الذي كان شابّاً ممتلئاً بالأحلام، أحلام العالم، إلى أن كلّمه يسوع من على الصليب، فتغيّرت حياته وعانق حلم يسوع، هو خير دليل على هذا التّجرّد.

جوفاني باتيستا مونتيني الذي أصبح البابا بولس السادس، لقد اعتدنا تذكره كحبر أعظم، ولكنّه كان أوّلاً شابّاً مثلكم. وكلّف الشباب هنا بما وصفه بواجب منزلي، ألا وهو اكتشاف مونتيني الشّاب والتعرف على هذه الشخصية، كيف كان داخل العائلة وفي الدراسة وفي الرعيّة، وماذا كانت أحلامه.

 أشكركم يا شباب أبرشية بريشا القادمين من شمال إيطاليا على زيارتكم التي منحتني فرحاً كبيراً، وأطلب من الله أن يبارككم ولترافقكم العذراء مريم في مسيرتكم، ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."

  وفي نهاية اللّقاء، صلّى الجميع معاً صلاة "السلام عليكِ يا مريم" قبل أن يمنح البابا فرنسيس ضيوفه بركته الرّسوليّة.