الفاتيكان
11 تشرين الثاني 2017, 09:04

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في ندوة دولية حول نزع السلاح

استقبل البابا فرنسيس هذا الجمعة، في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان، المشاركين في ندوة دولية حول نزع السلاح تنظمها الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة.

وجّه البابا لضيوفه الثلاثمائة والخمسين خطاباً، استهلّه مرحّباً بهم، وشاكراً الكاردينال بيتر توركسون على الكلمة التي وجّهها للبابا باسم الحاضرين. بعدها أكد فرنسيس أن المؤتمرين اجتمعوا للبحث في سبل مواجهة مواضيع بالغة الأهمية، نظرا للتحديات السياسية المعقدة الراهنة اليوم على الساحة الدولية. ولفت البابا إلى أنّ الواقع يُظهر لنا أنّ الحلقة المفرغة للسباق إلى التسلّح لا تعرف وقفة، كما أنّ كلفة تحديث الأسلحة وتطويرها تشكل نفقة كبيرة بالنسبة للأمم، ما يدفعها إلى إيلاء اهتمام أقل بمشاكل الإنسانية المتألّمة؛ ومن بينها مكافحة الفقر، الترويج للسلام، تطبيق المشاريع التربوية والبيئية والصحية وتعزيز حقوق الإنسان، كما لا يسعنا أن نغضّ الطّرف عن النتائج المأسوية والكارثية التي تترتب على استخدام الأسلحة النووية.

وأكّد البابا فرنسيس في هذا السياق أنّ العلاقات الدولية لا يجب أن تخضع للقوة العسكرية والترهيب المتبادل، وعرض الترسانات الحربية. واعتبر فرنسيس أنّ أسلحة الدمار الشامل، لاسيّما تلك الذرية، تقدم شعوراً مزيفا بالأمن، ولا يمكن أن تشكّل ركيزة للتعايش السلمي بين أعضاء العائلة البشرية الواحدة، التي ينبغي أن تستلهم من خلقية التضامن. بعدها، تحدّث البابا عن مشكلة انتشار التكنولوجيات النووية، خصوصاً من خلال وسائل الاتصالات الحديثة، وهذه السيناريوهات تثير القلق والخوف، خصوصاً إذا ما فكرنا في التحديات الجيوسياسية الراهنة اليوم وفي طليعتها الإرهاب والصراعات غير المتزنة. وذكّر فرنسيس بأنّ الأمم المتحدة اعتبرت أنّ الأسلحة النووية غير أخلاقية وتشكل أداة غير مشروعة في الحرب.

هذا، ثمّ ذكّر البابا بأنه في هذا العام تصادف الذكرى الخمسين لصدور الرسالة العامة ترقي الشعوب للبابا بولس السادس، التي اقترح من خلالها مونتيني نظرة مسيحية للشخص البشري ومفهوم التنمية البشرية المتكاملة كاسم جديد للسلام. وأكّد فرنسيس في الختام أنّ تعاليم البابا يوحنا الثالث والعشرين ما تزال آنية اليوم؛ إذ أكّد أنّ نزع السلاح يبقى مستحيلاً إن لم تُنزع الأسلحة من النّفوس، ويتمّ القضاء على ظاهرة الخوف من الحرب.