البابا فرنسيس يختتم زيارته إلى رومانيا بلقاء جماعة الغجر
كما أشار البابا بحسب "فاتيكان نيوز" إلى أنّه يحمل في قلبه عبئًا ألا وهو عبءُ التّمييز والفصل وسوء المعاملة الّتي تتعرض لها جماعات الغجر، كما أنّ التّاريخ يؤكّد أنّ الكاثوليك أيضًا لم يكونوا بمنأى عن هذه الشّرور، طالبًا المغفرة، باسم الكنيسة، على التّمييز وسوء المعاملة، "فنحن لم نتمكّن من التّعرّف عليكم وتقديركم والدّفاع عنكم في خصوصيّاتكم، لافتًا إلى أنّ الأحكام المسبقة تتغذّى من اللّامبالاة فتولّد الأحقاد، وتوقف تقدّم العائلة البشريّة، مشدّدًا على أنّنا "لا نكون مسيحيّين فعلاً إن لم نرَ الشّخص قبل أفعاله، وقبل أحكامنا المسبقة".
وتابع في هذا السّياق يقول: "إنّ تاريخ البشريّة عرف أمثلة كثيرة على غرار قايين وهابيل، هناك اليد الممدودة واليد الّتي تضرب. هناك انفتاح التّلاقي وانغلاق الصّدام. هناك الضّيافة والإقصاء. هناك من يرى في الآخر أخًا ومن يرى فيه عائقًا في الطّريق. هناك حضارة المحبّة وحضارة الحقد. يتعيّن أن نختار كلّ يوم بين قايين وهابيل. نجد أنفسنا يوميًّا على مفترق طرق، إذ يتعيّن أن نختار السّير في درب المصالحة أم في درب الثّأر والانتقام. من الضّروريّ أن نختار درب الرّبّ، الّتي تتطلّب جهدًا لكنّها تقود إلى السّلام في نهاية المطاف. إنّها تمرّ عبر الغفران. دعونا لا ننجرّ وراءَ الأحقاد الدّفينة في القلوب، لأنّ الشّرّ لا يستطيع أن يعالج شرًّا آخر، والثّأر لا يمكنه أن يحقّق العدالة، والأحقاد لا تحسن إلى القلب والانغلاق لا يقرّب بين الأشخاص.
أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، يتعيّن عليكم كشعب أن تلعبوا اليوم دورًا رياديًّا، وينبغي ألّا تخافوا من مقاسمة وتقديم الخصوصيّات المميّزة الّتي تتمتّعون بها وتطبع مسيرتكم، والّتي نحن بأمسّ الحاجة إليها: قيم الحياة والعائلة الموسّعة والتّضامن والضّيافة والمساعدة والدّعم والدّفاع عن الضّعفاء داخل جماعاتهم. هذا فضلاً عن تثمين واحترام المسنّين، وهي قيمة كبيرة لديكم، والحسّ الدّينيّ للحياة، والعفويّة وفرح العيش. لا تحرموا المجتمعات الّتي تعيشون فيها من هذه العطايا، وكونوا مستعدّين أيضًا لقبول كلّ الأمور الإيجابيّة والطّيبة الّتي يمكن أن يقدّمها لكم الآخرون. لذا أودّ أن أدعوكم إلى السّير معًا حيثما تتواجدون من أجل بناء عالم أكثر إنسانيّة متخطّين المخاوف والشّبهات، ومسقطين الحواجز الّتي تفصلنا عن الآخرين ومغذّين الثّقة المتبادلة في إطار البحث الصّبور عن الأخوّة. علينا الالتزام في السّير معًا بكرامة: كرامة العائلة، كرامة كسب لقمة العيش يوميًّا (وهذا ما يسمح لنا بالاستمرار في الحياة) وكرامة الصّلاة، موجّهين الأنظار دومًا إلى الأمام.
لقد التقيت بكم وبالعديد من الأشخاص لأشيّد جسرًا بين قلبي وقلبكم، سأعود الآن إلى دياري حاملاً معي الأماكن واللّحظات وخصوصًا الوجوه! إنّ وجوهكم ستلوّن ذكرياتي وستكون جزءًا من صلواتي. إنّي أشكركم وأحملكم معي، وأبارككم وأطلب منكم أن تصلوا أيضًا من أجلي".