الفاتيكان
13 أيار 2022, 11:15

البابا فرنسيس يحذّر من حالة طوارئ اجتماعيّة جديدة ويدعو إلى أفعال ملموسة لمعالجتها

تيلي لوميار/ نورسات
إنطلق الخميس في روما مؤتمر الأوضاع العامّة للولادات الّذي يُعقد على مدى يومين، والّذي تنظّمه مؤسّسة الولادات بمبادرة من منتدى العائلات تحت عنوان "إنّه أمر ممكن". وإلى المشاركين فيه توجّه البابا فرنسيس برسالة تُليت خلال الافتتاح، تحدّث فيها عن ضرورة إنعاش الولادات ومساعدة العائلات والشّباب على الحفاظ على رجاء تأسيس عائلة.

وفي التّفاصيل، أشار البابا إلى تراجع أعداد الولادات، واصفًا إيّاها بـ"حالة طوارئ اجتماعيّة لا تُلمس بشكل فوريّ مقارنة بمشاكل أخرى يسلَّط عليها الضّوء بشكل أكبر، إلّا أنها قضيّة هامّة، حيث تولد أعداد أقلّ دائمًا من الأطفال ما يعني إفقارا لمستقبل الجميع، وهذا ما يحدث في إيطاليا وأوروبا والغرب"، علمًا أنّ الكثير من الشّبابا يبدون رغبة في الإنجاب إلّا أنّهم يعجزون عن تحقيق "حلم العائلة"، ما يجعل الرّغبة تضعف "ويتمّ التّعويض عن هذا الحلم ببدائل هزيلة مثل المكسب والسّيارة والرّحلات والاهتمام الكبير بوقت الفراغ، وهكذا يتعرّض جمال العائلة الّتي يغنيها الأبناء إلى خطر التّحوّل إلى يوتوبيا، إلى حلم يصعب تحقيقه".

بالتّالي، وصف البابا الأمر بـ"فقر جديد" يثير مخاوفه، فـ"الفقر الإنجابيّ" هو بتعبيره "فقر مأساويّ لأنّه يصيب البشر في الغنى الأكبر، جلب حياة في العالم للعناية بها، ونقل الحياة الّتي تلقّوها إلى الآخرين بمحبّة". ولفت إلى أنّ "عدم رؤية مشكلة تراجع الولادات هو تصرّف يتّسم بقصر النّظر، هو استغناء عن النّظر إلى ما هو بعيد، عن التّطلّع إلى الأمام، هو إدارة الوجه بعيدًا مع الاعتقاد بأنّ المشاكل هي معقّدة دائمًا ولا يمكن عمل شيء، أيّ باختصار استسلام".  

وأكّد البابا أنّ "الأمور يمكن أن تتغيّر في حال الالتزام المشترك، وذلك بدون خوف ومع تجاوز المصالح الخاصّة والحواجز الإيديولوجيّة". ومن هذا المنطلق أعرب عن رجائه في أن يتمّ على الأصعدة كافّة، المؤسّساتيّة والإعلاميّة، الثّقافيّة، والاقتصاديّة والاجتماعيّة، تعزيز وتحسين وتطبيق سياسات ملموسة تهدف إلى إنعاش الولادات والعائلة. وأعرب عن سعادته أن يرى كيف أنّ الولادات هي قضيّة توحّد لا تفرّق، مشدّدًا في الختام على الحاجة إلى أفعال ملموسة، فهذه "هي لحظة تقديم إجابات فعليّة للعائلات وللشّباب، وإنّ الرّجاء لا يمكنه ولا يجوز أن يموت في انتظار"، فـ"معًا يمكن تغيير هذا الشّتاء الدّيمغرافيّ البارد".