الفاتيكان
06 حزيران 2019, 06:30

البابا فرنسيس يتذكّر زيارته إلى رومانيا خلال المقابلة العامّة

في مقابلته العامّة أمس، نقل البابا فرنسيس المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس إلى أجواء زيارته الرّسوليّة إلى رومانيا، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

 

"لقد قمت خلال نهاية الأسبوع الماضي بزيارة رسوليّة إلى رومانيا بدعوة من السّيّد رئيس الجمهوريّة والسّيّدة رئيسة النّوّاب. أجدّد لهما شكري الّذي يمتدُّ أيضًا إلى السّلطات المدنيّة الأخرى والسّلطات الكنسيّة وجميع الّذين ساهموا في تحقيق هذه الزّيارة. لكنّني أشكر بشكل خاصّ الله الّذي سمح لخليفة بطرس أن يعود إلى ذلك البلد، بعد عشرين سنة من زيارة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني.

باختصار، وكما أعلن شعار الزّيارة لقد حثّيتُ على السّير معًا. وكان فرحي بأنّني لم أقم بذلك من بعيد أو من الأعلى وإنّما بالسّير شخصيًّا وسط شعب رومانيا كحاجّ في أرضه. لقد سلَّطَت اللّقاءات المختلفة الضّوء على قيمة وضرورة السّير معًا إن كان بين المسيحيّين على صعيد الإيمان والمحبّة وإن كان بين المواطنين على صعيد الالتزام المدنيّ.

كمسيحيّين لدينا نعمة أن نعيش معًا مرحلة علاقات أخويّة بين الكنائس المختلفة. إنّ الجزء الأكبر من المؤمنين في رومانيا ينتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الّتي يقودها حاليًّا البطريرك دانيال، الّذي يتوجّه إليه فكري الأخويّ والمُمتنّ. إنّ الجماعة الكاثوليكيّة، أكانت بيزنطيّة أو لاتينيّة هي حيّة وناشطة. إنّ الوحدة بين جميع المسيحييّن، بالرّغم من أنّها ليست كاملة، تقوم على المعموديّة الواحدة ويختمها الدّمّ والألم الّذي عانوا منه معًا في أوقات الاضطهاد المظلمة ولاسيّما في القرن الماضي تحت النّظام الملحد.

مع البطريرك والسّينودس المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة في رومانيا عشنا لقاء ودّيًّا، وذكّرت بإرادة الكنيسة الكاثوليكيّة بالسّير معًا في ذكرى المصالحة ونحو وحدة أكمل، طلبها الشّعب الرّومانيّ بشكل نبويّ خلال زيارة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني. إنّ هذا البعد المسكونيّ للزّيارة قد بلغ ذروته في الصّلاة الاحتفاليّة للأبانا، داخل الكاتدرائيّة الأرثوذكسيّة الجديدة في بوخارست. لقد كانت لحظة ذات قيمة رمزيّة كبيرة لأنّ صلاة الأبانا هي الصّلاة المسيحيّة بامتياز والإرث المشترك لجميع المعمّدين. لقد أظهرنا أنّ الوحدة لا تلغي الاختلافات الشّرعيّة. ليتمكّن الرّوح القدس من أن يقودنا لكي نعيش على الدّوام كأبناء لله وإخوة فيما بيننا.

كجماعة كاثوليكيّة احتفلنا بثلاثة قدّاديس. الأوّل في كاتدرائيّة بوخارست في الحادي والثّلاثين من أيّار عيد زيارة العذراء مريم، أيقونة الكنيسة الّتي تسير في الإيمان والمحبّة. الثّاني في مزار شومولِو تشوك، وجهة العديد من الحجّاج. هناك تجمع أمّ الله الشّعب الأمين في تعدُّد اللّغات والثّقافات والتّقاليد. أمّا القدّاس الإلهيّ الثّالث فكان في بلاج، مركز الكنيسة البيزنطيّة الكاثوليكيّة في رومانيا، مع تطويب سبعة أساقفة شهداء من الرّوم الكاثوليك، شهود للحرّيّة والرّحمة اللّتين تأتيان من الإنجيل. أحد هؤلاء الطّوباويّين الجدد هو المطران يوليو هوسّو الّذي كتب خلال فترة سجنه: "إنّ الله قد أرسلنا إلى ظلمات الألم هذه لكي نعطي المغفرة ونصلّي من أجل ارتداد الجميع". وإذ أفكّر في العذابات المخيفة الّتي كانوا يتعرّضون لها تشكّل هذه الكلمات شهادة رحمة.

قويّ وبهيج بشكل خاصّ كان اللّقاء مع الشّباب والعائلات والّذي عُقد في ياشي، مدينة قديمة ومركز ثقافيّ مهمّ وتقاطع طرق بين الشّرق والغرب. مكان يدعو إلى فتح دروب لنسير عليها معًا في غنى التّنوّع وفي حرّيّة لا تقطع الجذور بل تستقي منها بشكل مبدع. هذا اللّقاء أيضًا تميّز بطابع مريميّ واختُتم بتسليم الشّباب والعائلات إلى أمّ الله القدّيسة.

أمّا المرحلة الأخيرة من الزّيارة الرّسوليّة فكانت زيارة جماعة الغجر في بلاج. في تلك المدينة الغجر كثيرون ولذلك أردت أن أحيّيهم وأجدّد النّداء ضدّ التّمييز ومن أجل احترام الأشخاص من كلّ إثنيّة ولغة ودين. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نشكر الله على هذه الزّيارة الرّسوليّة، ونطلب منه، بشفاعة العذراء مريم أن تحمل ثمارًا وافرة لرومانيا وللكنيسة في تلك الأراضي".