الفاتيكان
16 حزيران 2018, 05:00

البابا فرنسيس: "مَن نَظَرَ إِلى امرَأَةٍ بِشَهوَة، زَنى بِها في قَلبِهِ"

ترأس البابا فرنسيس صباح الجمعة القدّاس الإلهيّ في كابيلا القدّيسة مرتا في الفاتيكان رافعًا الصّلاة" من أجل النّساء المهمّشات والمُستغلات، والفتيات المجبرات على بيع كرامتهنَّ للحصول على عمل" انطلاقًا آية إنجيل متّى "مَن نَظَرَ إِلى امرَأَةٍ بِشَهوَة، زَنى بِها في قَلبِهِ" و"مَن طَلَّقَ امرَأَتَهُ عَرَّضَها لِلزِّنى" بحسب إذاعة الفاتيكان.

 

وقال البابا "إنَّ النّساء هنَّ ما ينقص لجميع الرّجال لكي يصبحوا على صورة الله ومثاله"، مؤكّدأ "أنَّ كلمات يسوع هذه هي قويّة وجذريّة تغيِّر التّاريخ لأنّه وحتّى تلك اللّحظة كانت المرأة كعبدة ولم تكن تتمتّع بكامل حرّيّتها. إنّ عقيدة يسوع حول المرأة تغيِّر التّاريخ، فيسوع يمنح المرأة كرامتها ويرفعها إلى مستوى الرّجل لأنّه يأخذ كلمة الخالق الأولى أنّهما كليهما على صورة الله ومثاله. كلّاهما معًا والرّجل وحده بدون امرأة إلى جانبه – كـ أمّ أو أخت أو زوجة أو زميلة عمل أو صديقة – ليس صورة الله".

وشدّد البابا على فكرة "مَن نَظَرَ إِلى امرَأَةٍ بِشَهوَة" قائلَا نرى في البرامج التّلفزيونيّة والصّحف والمجلات النّساء كموضوع شهوة واستعمال، كما في حانوت. وبالتّالي لبيع نوعيّة طماطم معيّنة تصبح المرأة مجرّد وسيلة وتُهان ويتمُّ التّغاضي عن تعليم يسوع الذي أعاد لها كرامتها؛ لا يجب أن نذهب بعيدًا لنرى هذه الأمور لأنها تحصل هنا أيضًا حيث نقيم في المكاتب والشّركات حيث تكون النساء وسيلة لفلسفة "الاستعمال لمرّة واحدة لا غير" وحيث لا تتم معاملتهنَّ كأشخاص. هذه خطيئة ضدَّ الله الخالق، لأنّه برفضنا للنّساء لا يمكننا نحن الرّجال أن نكون على صورة الله ومثاله. هناك تعنّت قويٌّ ضدّ النساء... كم من مرّة ينبغي على الفتيات أن يبعن كرامتهنَّ للحصول على وظيفة كما ولو كنَّ مجرّد أشياء متاحة ومعدّة للطّرح بعد الاستعمال؟ كم من مرّة؟ وهنا في روما لا يجب أن نذهب بعيدًا لنرى هذه الأمور".

وأضاف البابا متسائلًا: "عمّا سنراه إن خرجنا ليلاً إلى بعض أماكن المدينة حيث يتمُّ استغلال العديد من النّساء المهاجرات كمن في سوق، حيث يقترب منهنَّ الرّجال سائلينهنَّ "ما هو سعركِ؟"، ويُصفّون ضمائرهم إذ يدعونهنَّ "زانيات". أنت حوّلتها زانية، كما يقول يسوع أيضًا، "مَن طَلَّقَ امرَأَتَهُ عَرَّضَها لِلزِّنى"، وبالتّالي لأنّك تسيء معاملتها ينتهي بها الأمر هكذا فتُستعبد وتُستغلّ مرّات عديدة. سيفيدنا إذًا أن ننظر إلى هؤلاء النّساء ونفكّر بأنّهن – إزاء حريّتنا - عبيد التّهميش والإقصاء هذا. كلّ هذا يحصل هنا في روما وفي كلّ مدينة، نساء مجهولات ويمكننا القول أيضًا "بدون نظرة" لأنَّ العار يجعلهنَّ يخفضن نظرهنَّ؛ نساء لا يعرفن الضّحك ولا فرح الأمومة. لذلك علينا أن نفكّر بشكل أفضل ومقطع الإنجيل هذا يساعدنا لنفكّر بسوق النّساء نعم سوق إذ يتمَّ استغلالهنَّ والإتجار بهنَّ، حيث يتمُّ سحق المرأة لمجرَّد كونها امرأة."

وختم البابا فرنسيس قائلًا: "إنّ يسوع كان لديه أمّ والعديد من الصّديقات اللّواتي كنَّ يتبعنه ليساعدنه في خدمته؛ وقد التقى أيضًا بالعديد من النّساء المهمّشات ورفعهنَّ بحنان كبير وأعاد لهنَّ كرامتهنَّ."