أوروبا
02 حزيران 2019, 09:12

البابا فرنسيس من مزار شوموليو شوك المريميّ: إنّ الرّبّ لا يُخيّب من يخاطر

في اليوم الثّاني من زيارته الرّسوليّة إلى رومانيا، ترأّس البابا فرنسيس، يوم السّبت الأوّل من حزيران/ يونيو، القدّاس الإلهيّ في مزار شوموليو شوك المريميّ. وكان في استقباله لدى وصوله رئيس أساقفة أبرشيّة ألبا يوليا المطران غيورغي ميكلوش ياكوبيني. وقد ألقى البابا فرنسيس عظةً خلال ترؤّسه القدّاس الإلهيّ جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"بفرح وامتنان لله أتواجد اليوم معكم أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء في هذا المزار المريميّ الغنيّ بالتّاريخ والإيمان، حيث نأتي كأبناء للقاء أمّنا وللإعتراف بأنّنا إخوة. وإنّ المزارات تحافظ على ذاكرة الشّعب الأمين الذي في وسط محنه لا يتعب من البحث عن ينبوع الماء الحيّ حيث ينعش رجاءه. إنّها أماكن عيد واحتفال، دموع وابتهالات. نأتي عند أقدام الأم بدون كلام كثير، لكي تقودنا بنظرها إلى الذي هو "الطّريق والحق والحياة" (يوحنّا 14، 6).

إنّنا نقوم بذلك كحجاج، إذ إنّكم في كلّ سنة تأتون إلى هنا في السّبت الذي يسبق العنصرة في حجّ لتقوية إيمانكم بالله وإكرامكم لمريم العذراء. وهذا الحجّ السّنويّ هو من تراث ترانسيلفانيا لكنّه يُكرّم التّقاليد الدّينيّة الرّومانيّة والمجريّة، ويشارك فيه أيضًا مؤمنون من طوائف أخرى، وهو رمز حوار ووحدة وأخوّة، نداء لاستعادة شهادات إيمان أصبح حياة وحياة أصبحت رجاء.

وأن نقوم بحجّ يعني أن ندرك أنّنا نأتي كشعب إلى بيتنا. شعب غناه في وجوهه وثقافاته ولغاته وتقاليده العديدة؛ شعب الله المُقدّس والأمين الذي يذهب في حجّ مع مريم مرنّمًا رحمة الرّبّ. وإنّ أحداث الماضي المعقّدة والحزينة لا ينبغي أن تُنسى أو تُنكر، ولكن يجب ألاَّ تشكل عائقًا يحول دون تعايش أخوي مرجوّ.

أن نقوم بحجّ يعني الشّعور بأنّنا مدعوّون ومدفوعون للسّير معًا سائلين الرّبّ نعمة أن يحوّل الأحقاد القديمة والحاليّة وعدم الثّقة إلى فرص جديدة للشّركة؛ يعني التّحرُّر من ضماناتنا وراحتنا للبحث عن أرض جديدة يريد الرّبّ أن يعطيها لنا. أن نقوم بحجّ هو التّحدّي لاكتشاف ونقل روح العيش معًا وعدم الخوف من الاختلاط واللّقاء ومساعدة بعضنا البعض. القيام بحجّ يعني المشاركة في هذا المدّ الذي يمكن أن يتحوّل إلى اختبار أخوّة حقيقيّ، إلى قافلة متضامنة دائمًا من أجل بناء التّاريخ؛ أُذكّركم في هذا الصّدد بما جاء في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل".

والحجّ يعني أيضًا الالتزام بالسّعي كي يصبح الذين بقوا أمس في الخلف روّاد الغد، وكي لا يُترك روّاد اليوم في الخلف غدًا. وذلك يتطلّب نسج المستقبل معًا. ولهذا، نحن هنا لنقول معًا: أيّتُها الأم، علّمينا أن ننسج المستقبل.

والحجّ إلى هذا المزار يجعلنا نرفع نظرنا إلى مريم. وفتاة النّاصرة قد استطاعت من خلال قولها "نَعَم" أن تطلق ثورة الحنان، ما جاء أيضًا في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل".

إنّ الرّبّ لا يُخيّب من يخاطر. لنسر معًا وندع الإنجيل يكون الخميرة التي تطبع كلّ شيء وتعطي شعوبنا فرح الخلاص، في الوحدة والأخوّة."