البابا فرنسيس من المستشفى: أشعر في قلبي بـ"البركة"
مكوث البابا فرنسيس للأحد الثّالث على التّوالي في المستشفى لم يمنعه من التّوجّه إلى المؤمنين الّذين اعتادوا أن يتلوا معه صلاة التّبشير الملائكيّ ظهرًا، في نصّ مكتوب عبرّ لهم فيه عن امتنانه لمحبّتهم الّتي يظهرونها تجاهه، قائلًا: "أشعر في قلبي بـ"البركة" الّتي تكمن داخل الضّعف"، كاشفًا عن حالته الرّوحيّة، مشيرًا إلى مشاعره وأحاسيسه خلال هذه الفترة من المرض.
وفي التّفاصيل، كتب الأب الأقدس بحسب "فاتيكان نيوز": "في إنجيل هذا الأحد، يدعونا يسوع للتّأمّل حول اثنين من الحواس الخمس: البصر والذّوق. فيما يتعلّق بالبصر، يطلب منّا أن ندرّب أعيننا على ملاحظة العالم جيّدًا والحكم على الآخرين بمحبّة. فيقول: "أَخرِجِ الخَشَبَةَ مِن عَينِكَ أَوَّلًا، وَعِندَئِذٍ تُبصِرُ فتُخرِجُ القَذى الَّذي في عَينِ أَخيك". فبهذه النّظرة المفعمة بالعناية، لا بالإدانة، يصبح الإصلاح الأخويّ فضيلة حقيقيّة. لأنّ الإصلاح إذا لم يكن أخويًّا، فلا يكون إصلاحًا!
أمّا فيما يتعلّق بالذّوق، فيذكّرنا يسوع بأنّ "كُلّ شَجَرَةٍ تُعرَفُ مِن ثَمَرِها" والثّمار الّتي تخرج من الإنسان هي كلماته، الّتي تنضج على شفتيه، "لِأَنَّ لِسانَهُ يَتَكَلَّمُ بِما يَفيضُ مِن قَلبِهِ". الثّمار الفاسدة، فهي الكلمات العنيفة، الكاذبة، البذيئة؛ أمّا الثّمار الجيّدة فهي الكلمات الصّادقة والعادلة، الّتي تضفي نكهة طيّبة على حواراتنا.
لذا، يمكننا أن نسأل أنفسنا: كيف أنظر إلى الآخرين، الّذين هم إخوتي وأخواتي؟ وكيف أشعر بنظرتهم إليّ؟ هل لكلماتي مذاق طيّب، أم أنّها مليئة بالمرارة والغرور؟ أيّها الإخوة والأخوات، أرسل إليكم هذه الأفكار من المستشفى، حيث كما تعلمون، أتواجد منذ عدّة أيّام، برفقة الأطبّاء والعاملين الصّحّيّين، الّذين أشكرهم على العناية الّتي يحيطونني بها. أشعر في قلبي بـ"البركة" الّتي تكمن داخل الضّعف، لأنّنا في هذه الأوقات نتعلّم أكثر كيف نثق بالرّبّ. وفي الوقت عينه، أشكر الله لأنه يمنحني الفرصة لكي أشارك، جسدًا وروحًا، في حالة الكثير من المرضى والمتألّمين.
أودّ أن أشكركم على الصّلوات الّتي ترتفع إلى الرّبّ من قلوب الكثير من المؤمنين في أنحاء العالم. أشعر بمودّتكم وقربكم، وفي هذه اللّحظة الخاصّة، أشعر وكأنّني "محمول" ومدعوم من قِبَل شعب الله بأسره. شكرًا لكم جميعًا! وأنا أيضًا أصلّي من أجلكم، وأصلّي بشكل خاصّ من أجل السّلام. من هنا، تبدو الحرب أكثر عبثيّة. لنصلِّ من أجل أوكرانيا المعذّبة، من أجل فلسطين، إسرائيل، لبنان، ميانمار، السّودان، وكيفو. ولنوكل أنفسنا بثقة إلى العذراء مريم، أمّنا. أحد مبارك وإلى اللّقاء."