الفاتيكان
04 كانون الأول 2023, 13:30

البابا فرنسيس: من المؤلم أنّ الهدنة خُرقت!

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق البابا فرنسيس، ظهر الأحد، نداءً جديدًا من أجل السّلام في الأراضي المقدّسة، بعد التّبشير الملائكيّ، فقال: "أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، الوضع خطير في إسرائيل وفلسطين، ومن المؤلم أنّ الهدنة خُرقت، ما يعني الموت والدّمار والبؤس. كثيرون هم الرّهائن الّذين أطلق سراحهم، لكن ما يزال يوجد كثيرون آخرون في غزّة. لنفكّر بهم وبعائلاتهم الّتي رأت بصيص أمل في معانقة أحبّائها من جديد. هناك معاناة كبيرة في غزّة حيث تنقص السّلع الضّروريّة، آمل أن يتوصّل جميع الأشخاص المعنيّين إلى اتّفاق جديد لوقف إطلاق النّار في القريب العاجل، وأن يجدوا حلولاً بديلة للأسلحة، ساعين إلى سلوك دروب شجاعة من السّلام."

كما أكّد البابا صلاته على نيّة ضحايا الاعتداء الّذي وقع صباح الأحد في الفليبّين، حيث انفجرت قنبلة خلال القدّاس، معربًا عن قربه من العائلات ومن سكّان مينداناو الّذين عانوا الأمرّين.

هذا وعبّر الأب الأقدس في تحيّاته بعد التّبشير عن متابعته باهتمام كبير لمؤتمر الأطراف COP28 في دبي، مجدّدًا نداءه كي يتمّ التّجاوب مع التّغيّرات المناخيّة من خلال تغيّرات سياسيّة ملموسة.  

وأشار إلى الاحتفال باليوم العالميّ للأشخاص من ذوي الإعاقات، لافتًا إلى أنّ "تقبّل واشتمال الأشخاص الّذين يعيشون أوضاعًا كهذه يساعدان المجتمع كلّه على أن يصبح أكثر إنسانيّة"، داعيًا إلى تعلّم تثمين "كلّ شخص وفقًا لميزاته وقدراته" وعدم تهميش أحد.

وكانت للبابا كلمة روحيّة قبيل صلاة التّبشير الملائكيّ قرأها بالنّيابة عنه المونسنيور برايدا "لأنّ صوته لا يساعده"، وقال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "في الأحد الأوّل من زمن المجيء تقترح علينا اللّيتورجية مقطعًا من الإنجيل يتوجّه يسوع من خلاله إلينا بثلاث مناشدات بسيطة ومباشرة "اسهروا". الموضوع إذًا هو السّهر. كيف ينبغي أن نفهم ذلك؟ نفكّر أحيانًا بهذه الفضيلة كموقف الخوف من عقاب آت، كما لو كان نيزك سيسقط من السّماء ويهدّد باستهدافنا إن لم نحيد عنه في الوقت المناسب. لكن بالطّبع هذا ليس معنى السّهر المسيحيّ!

إنّ يسوع يفسّر ذلك من خلال مثل يتحدّث عن سيّد يعود وعن خدّامه الّذين ينتظرونه. الخادم في الكتاب المقدّس هو شخص يثق به سيّده، وتربطه به غالبًا علاقة من التّعاون والمحبّة. لنفكّر، على سبيل المثال، أنّ موسى وُصف بخادم الرّبّ. ومريم أيضًا قالت عن نفسها "ها أنا أمة الرّبّ". إذًا سهرُ الخدّام ليس مصنوعًا من الخوف، بل من الرّغبة، بانتظار ملاقاة سيّدهم الآتي. يكونون مستعدّين عند عودته لأنّهم يحبّونه، لأنّهم يريدونه أن يجد، عندما يعود، بيتًا مضيافًا ومرتّبًا: إنّهم مسرورون لرؤيته، فينتظرون عودته لتكون احتفالاً بالنّسبة للعائلة كلّها الّتي ينتمون إليها.

بهذا الانتظار المفعم بالمحبّة نودّ أن نستعدّ نحن أيضًا لاستقبال يسوع: في عيد الميلاد، الّذي سنحتفل به بعد بضعة أسابيع؛ في نهاية الأزمنة عندما سيعود بالمجد؛ وكلّ يوم، عندما يأتي لملاقاتنا في الإفخارستيّة، في كلمته، في الأخوة وفي الأخوات، لاسيّما الأشدّ عوزًا. وفي هذه الأسابيع، بنوع خاصّ، نُعد باعتناء بيت القلب، كي يكون مرتّبًا ومضيافًا. السّهر في الواقع يعني الحفاظ على القلب جاهزًا. إنّه موقف الحارس، الّذي لا يستسلم لتجربة التّعب في اللّيل، لا ينام، بل يبقى صاحيًا بانتظار النّور الآتي.

الرّبّ هو نورنا ومن الجميل أن نُعدّ القلب لاستقباله بواسطة الصّلاة، ولاستضافته بواسطة المحبّة. بهذه الطّريقة يشعر الرّبّ أنّه مرتاح. بهذا الصّدد يُروى عن القدّيس "مارتينو من تور"، الّذي كان رجل صلاة، أنّه بعد أن أعطى نصف معطفه لشخص فقير، حلم بيسوع مرتديًا هذا الجزء من المعطف الّذي قدّمه. هذا هو برنامج جميل لزمن المجيء: أن نلتقي بيسوع الآتي في كلّ الأخوة والأخوات المحتاجين لنا، وأن نتقاسم كلّ ما أمكن معهم: الإصغاء، الوقت والمساعدة الملموسة.

أيّها الأعزّاء، من المفيد أن نتساءل اليوم كيف نُعدّ قلبًا مضيافًا للرّبّ. يمكن أن نفعل ذلك من خلال الاقتراب من مغفرته، وكلمته ومائدته، وإيجاد فسحة للصّلاة، واستقباله بواسطة الأشخاص المحتاجين. لننمّي انتظاره دون الالتهاء بالكثير من الأمور الّتي لا فائدة منها، دون التّذمر باستمرار، بل مبقين القلب ساهرًا، أيّ راغبًا فيه، يقظًا ومستعدًّا، ينتظره بفارغ الصّبر. لتساعدنا مريم العذراء، امرأة الانتظار، في استقبال ابنها الآتي."