الفاتيكان
27 كانون الأول 2019, 06:00

البابا فرنسيس: مجد السّماء ليس مجد ثراء وسلطة بل محبّة وهبة الذّات

تيلي لوميار/ نورسات
أطلّ البابا فرنسيس على المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس، لتلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ، ظهر الخميس.

وقبل الصّلاة، تحدّث الأب الأقدس عن الاحتفال بعيد القدّيس إسطفاوس أوّل الشّهداء متوقّفًا عند شخصيّته، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

"إنّ سفر أعمال الرّسل يحدِّثنا عن هذا القدّيس وتتوقّف قراءة اليوم (رسل 6، 12، 7، 54-60) تحديدًا عند القبض عليه ثمّ رجمه. إنّ تذكُّر أوّل مسيحيّ قُتل بسب إيمانه قد يبدو غريبًا على أجواء بهجة الميلاد، إلّا أنّه ومن منظور الإيمان فإنّ احتفال اليوم يأتي في تناغم مع المعنى الحقيقيّ للميلاد. ففي استشهاد إسطفانوس هزمت المحبّة العنف وهزمت الحياة الموت، ففي لحظة الشّهادة الأسمى تضرّع القدّيس إسطفانوس إلى السّماء ومنح مضطهديه مغفرته (راجع رسل 59، 60).

إنّ خادم الإنجيل الشّابّ هذا قد نجح في أن يعرِّف بيسوع بالكلمات، وفي المقام الأوّل بحياته. وبالنّظر إلى هذا القدّيس نرى وعد يسوع لتلاميذه يتمّ، وذلك في إشارة إلى ما جاء في إنجيل القدّيس متّى "فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتكلَّمون أَو ماذا تقولون، فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعِة ما تَتكلَّمونَ بِه. فلَستُم أَنتُمُ المُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتكَلَّمُ بِلِسانِكم". (متّى 10، 19-20). إنّنا نحن أيضًا، وفي مدرسة القدّيس إسطفانوس الّذي تَشَبه بمعلّمه في الحياة وفي الموت، نحدّق إلى يسوع الشّاهد الأمين للآب، ونتعلّم أنّ مجد السّماء ليس مجد ثراء وسلطة، بل محبّة وهبة الذّات. إنّنا في حاجة إلى أن نحدّق إلى يسوع "مُبدِئِ إِيمانِنا ومُتَمِّمِه" (عب 12، 2) كي نكون قادرين على الرّدّ على مَن يطلب منّا دليل ما نحن عليه من الرّجاء (راجع 1بط 3، 15) وذلك عبر التّحدّيات والمحن الّتي علينا مواجهتها يوميًّا. إنّ السّماء بالنّسبة لنا نحن المسيحيّين ليست بعيدة فقد نزلت السّماء إلى الأرض في يسوع، وبفضله يمكننا وبقوّة الرّوح القدس القيام بكلّ ما هو إنسانيّ وما يتوجّه نحو السّماء. وهكذا فإنّ شهادتنا الأولى تكون كيفيّة أن نكون إنسانيّين، أيّ أسلوب حياة يتشكّل حسب يسوع، متواضع وشجاع، نبيل، وغير عنيف.

إنّ إسطفانوس يعلِّمنا إعلان المسيح عبر أعمال أخوّة ومحبّة إنجيليّة. إنّ شهادة القدّيس إسطفانوس، والّتي بلغت ذروتها في الاستشهاد، هي ينبوع إلهام لتجدُّد جماعاتنا المسيحيّة والّتي هي مدعوّة إلى أن تكون مرسَلة بشكل أكبر دائمًا، وذلك لبلوغ رجال ونساء الضّواحي الوجوديّة والجغرافيّة حيث هناك تعطّش أكبر إلى الرّجاء والخلاص. على هذه الجماعات ألّا تتبع المنطق الدّنيويّ وألّا تضع أنفسها وصورتها في المركز، بل فقط مجد الله وخير النّاس وخاصّة الصّغار والفقراء.

إنّ عيد القدّيس إسطفانوس أوّل الشّهداء يدعونا إلى تذكّر جميع شهداء الأمس واليوم أيضًا، وهم كثيرون، وإلى أن نشعر بأنفسنا في شركة معهم وأن نطلب منهم نعمة الحياة والموت حاملين اسم يسوع في القلوب وعلى الشّفاه". 

وأنهى البابا فرنسيس ضارعًا إلى مريم أمّ الفادي "كي تساعدنا على أن نعيش زمن الميلاد محدّقين إلى يسوع كي نكون أكثر تشبّهًا به كلّ يوم."