أوروبا
07 آب 2023, 13:50

البابا فرنسيس مترئّسًا رتبة درب الصّليب بالبرتغال: يسوع يرافقنا على الدّوام ويسير دائمًا وهو قريب منّا في حياتنا

تيلي لوميار/ نورسات
محطّة مهمّة أخرى طبعت زيارة البابا فرنسيس إلى البرتغال، ألا وهي رتبة درب الصّليب الّتي ترأّسها لمناسبة اليوم العالميّ السّابع والثّلاثين للشّباب، مساء الجمعة، في منتزة إدواردو السّابع، دعا خلالها الشّباب المشاركين إلى السّير مع يسوع وعدم الخوف.

وفي هذا السّياق، ألقى البابا كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "اليوم ستسيرون مع يسوع، يسوع هو الطّريق ونحن سنسير معه لأنّه بسير. عندما كان بيننا، سار يسوع، سار وشفى المرضى، وساعد الفقراء، وحقّق العدالة... سار يعظ ويعلّم. إنّ يسوع يسير، لكن المسيرة المحفورة في قلوبنا هي مسيرة الجلجلة، درب الصّليب. واليوم سوف نجدّد معًا درب الصّليب بالصّلاة. وسوف ننظر إلى يسوع الّذي يمرّ وسنسير معه.

مسيرة يسوع هي الله الّذي يخرج من ذاته لكي يسير بيننا. إنّه ما نسمعه مرّات عديدة في القدّاس: "الكلمة صار جسدًا وسار بيننا". هل تذكرون ذلك؟ الكلمة صار إنسانًا وسار بيننا. وهو يفعل ذلك من أجل الحبّ. والصّليب الّذي يرافق كلّ يوم عالميّ للشّباب هو أيقونة هذه المسيرة وعلامتها. الصّليب هو المعنى الأعظم للحبّ الأعظم، الحبّ الّذي يريد يسوع من خلاله أن يعانق حياتنا. نعم، حياتنا، حياة كلّ فرد منّا.

يسوع يسير من أجلي. علينا جميعًا أن نقول ذلك. يسوع يقوم بهذه المسيرة من أجلي، لكي يبذل حياته من أجلي. ولَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ، ومن أن يبذل نفسه في سبيل الآخرين. لا تنسوا هذا الأمر أبدًا: لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ، وهذا ما علّمه يسوع. لهذا السّبب، عندما ننظر إلى المصلوب، وهو أمر مؤلم جدًّا وقاس جدًّا، نرى جمال الحبّ الّذي يبذل حياته في سبيل كلّ واحد منّا.

لقد كان أحد المؤمنين يقول جملة أثّرت فيَّ كثيرًا، كان يقول: "يا ربّ، من خلال عذابك الّذي لا يوصف يمكنني أن أؤمن بالحبّ". ويسوع يسير، ولكنّه ينتظر شيئًا ما، ينتظر رفقتنا، ينتظرنا لننظر... لا أعرف، ينتظر لكي أفتح له نوافذ روحي. كم هي قبيحة النّفوس المغلقة، الّتي تزرع في الدّاخل وتبتسم في الدّاخل! ولكن لا معنى لذلك. يسوع يسير وينتظر بحبّه، ينتظر بحنانه، لكي يعطينا العزاء ولكي يجفّف دموعنا.

والآن سأطرح عليكم سؤالاً، لكن لا تجيبوا بصوت عالٍ: ليجب كلّ واحد منكم في داخله. هل أبكي أحيانًا؟ هل هناك أشياء في الحياة تجعلني أبكي؟ لقد بكينا جميعًا في الحياة، وما زلنا نبكي. ويسوع موجود هناك معنا، يبكي معنا، لأنّه يرافقنا في الظّلمة الّتي تحملنا إلى البكاء. لنصمت قليلاً، وليقل كلّ واحد منّا ليسوع لماذا يبكي في الحياة؛ ليقل كلّ واحد منّا ذلك لنفسه، الآن، في صمت.

إنّ يسوع، بحنانه، يمسح دموعنا الخفيّة. إنّ يسوع يريد أن يملأ وحدتنا بقربه. كم هي حزينة لحظات العزلة! لكن يسوع حاضر ويريد أن يملأ هذه الوحدة. يريد يسوع أن يملأ خوفنا، خوفك، وخوفي، تلك المخاوف المظلمة هو يريد أن يملؤها بعزائه؛ وينتظر لكي يدفعنا لكي نعانق مجازفة الحبّ. لأنّكم تعرفون ذلك أفضل منّي: الحبّ هو مجازفة. علينا أن نجازف لكي نحبّ. إنّها مجازفة، لكن الأمر يستحقّ المخاطرة، ويسوع سيرافقك في هذا. هو يرافقنا على الدّوام، ويسير دائمًا، وهو قريب منّا في حياتنا.

لا أريد أن أقول أشياء كثيرة بعد. اليوم سوف نسير معه، مسيرة آلامه، مسيرة مخاوفنا، ومسيرة عزلتنا. لنصمت لثانية واحدة وليفكّر كل واحد منّا في ألمه، في مخاوفه وفي بؤسه. لا تخافوا، فكّروا في ذلك، وفكّروا أيضًا في الرّغبة في أن تستعيد روحكم ابتسامتها، لأنّ يسوع يسير مع الصّليب، ويموت على الصّليب، لكي تبتسم أرواحنا. آمين".