الفاتيكان
26 أيلول 2019, 12:30

البابا فرنسيس: ليساعدنا الرّبّ لكي نستيقظ من روح الفتور ونكافح ضدّ هذا التّخدير العذب للحياة الرّوحيّة

ترأّس البابا فرنسيس القدّاس الإلهيّ فرنسيس في كابلة بيت القدّيسة مرتا وألقى عظة مرتكزًا على القراءة الأولى التي تقدّمها اللّيتورجية اليوم من سفر حجاي، جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"حاول حجاي أن يحرّك قلب الشّعب الكسول والذي كان مستسلمًا يعيش كمهزوم، بعد أن كان الأعداء قد دمّروا الهيكل، فعاش الشّعب هكذا لسنوات عديدة إلى أن أرسل الرّبّ مختاره لكي يعيد بناء الهيكل. لقد كان قلب الشّعب مُنغَّصًا ولم يكن لديه أيّة رغبة في العمل وكانوا يقولون: "لَم يَبلُغِ الوَقتُ بَعد، وَقتُ بِناءِ بَيتِ الرَّبّ"، لم يكن لدى هؤلاء الأشخاص الرّغبة في النّهوض والبدء من جديد، ولم يسمحوا للرّبّ أن يساعدهم لكي ينهضوا، بحجّة أنَّ الوقت لم يحن بعد.

هذه هي مأساة هؤلاء الأشخاص، ومأساتنا نحن أيضًا عندما يستولي علينا روح الفتور وعندما يفاجئنا فتور الحياة هذا فنقول: "نعم يا رب، ولكن رويدًا... لنترك الأمور هكذا... سأقوم بهذا غدًا" وفي الغد يؤجِّلون الأمر لبعد غد وهكذا ودواليك فيقودون حياة تأجيل قرارات لارتداد القلب وتغيير الحياة. إنّه فتور غالبًا ما يختبئ خلف شكوك وبالتالي يؤجِّل كلَّ شيء. وهكذا يضيّع العديد من الأشخاص حياتهم وينتهي بهم الأمر كخرقٍ لأنهم لم ينجزوا شيئًا في حياتهم ولكنهم حافظوا فقط على نوع من السّلام في داخلهم ولكنَّ هذا السّلام هو سلام المقابر.

عندما ندخل في هذا الفتور وفي موقف الفتور الرّوحيّ هذا نحوّل حياتنا إلى مقبرة، فيكون هناك انغلاق وحسب لكي لا تأتينا المشاكل فنكون على مثال هؤلاء الأشخاص القائلين: "نعم نحن في حالة يائسة ولكنّنا لن نخاطر، هكذا أفضل؛ أضف إلى ذلك أننا اعتدنا على العيش بهذه الطريقة."

وإختتم البابا عظته قائلًا: "هذه الأمور تحصل معنا نحن أيضًا في الأمور الصّغيرة التي لا تسير على ما يرام والتي يريد منّا الرّبّ أن نغيّرها. هو يطلب منا الارتداد ونحن نجيبه: "غدًا". من هنا الدّعوة إلى الصّلاة: لنطلب من الرّبّ نعمة ألّا نسقط في هذا الروح، روح "أنصاف المسيحيّين"، فنكون مسيحيّين صالحين عملوا كثيرًا ولكنّهم لم يجنوا أيّة ثمار. ليساعدنا الرّبّ لكي نستيقظ من روح الفتور ونكافح ضدّ هذا التّخدير العذب للحياة الرّوحيّة."