الفاتيكان
08 كانون الثاني 2024, 14:40

البابا فرنسيس: لنواصل من فضلكم الصّلاة من أجل السّلام

تيلي لوميار/ نورسات
تلا البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان وقبل الصّلاة ألقى كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

نحتفل اليوم بعيد معموديّة الرّبّ التي تمّت بالقرب من نهر الأردن، حيث كان يوحنّا - الذي يقال له "المعمدان" - يقوم بطقوس تطهير، تعبِّر عن الالتزام بترك الخطيئة والارتداد. كان الشّعب يذهب إليه لكي ينال المعموديّة بتواضع وصدق، ويسوع أيضًا ذهب إلى هناك، وافتتح خدمته: هكذا يُظهر أنه يريد أن يكون قريبًا من الخطأة، وأنّه جاء من أجلهم، ومن أجلنا جميعًا نحن الخطأة!

وفي ذلك اليوم بالذّات حدثت بعض الأحداث غير العاديّة. قال يوحنّا المعمدان شيئًا غير عاديًّا، واعترف علنًا بأنّ يسوع، الذي يبدو في الظّاهر مساويًا لجميع الآخرين، هو "أقوى" منه، وأنّه "سيعمد بالرّوح القدس". ثم انشقّت السّماوات، ونزل الرّوح القدس على يسوع كَأَنَّهُ حَمامةَ، وَإذا صَوت الآب مِنَ السَّماءِ يقول: "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت".

إذا كان كلّ هذا يكشف لنا من ناحية أنّ المسيح هو ابن الله، فهو يحدثنا من ناحية أخرى عن معموديّتنا التي بدورها جعلتنا أبناء الله، لأنّ المعموديّة تجعلنا أبناء الله. في المعموديّة: يحلُّ الله فينا، ويطهّر قلوبنا ويشفيها، ويجعلنا أبناءه إلى الأبد، وشعبه وعائلته، ورثة للفردوس. يصبح الله حميمًا معنا ولا يرحل أبدًا بعدها. ولهذا من المهمّ أن نتذكّر يوم معموديّتنا وأن نعرف تاريخه أيضًا. أسألكم جميعًا. وليفكّر كلّ واحد منكم: "هل أتذكر تاريخ معموديّتي؟" إذا كنت لا تتذكره، عندما تعود إلى المنزل، اسأل عنه لكي لا تنساه أبدًا مرّة أخرى، لأنّه عيد ميلاد جديد، لأنّك بمعموديّتك ولدت في حياة النّعمة. لنشكر الرّبّ على المعموديّة. ولنشكره أيضًا على الوالدين الذين أخذونا إلى جرن المعموديّة، وعلى الذي منحنا سرَّ المعموديّة، وعلى العرّاب والعرّابة، وعلى الجماعة التي نلنا المعموديّة فيها."

ويمكننا أن نسأل أنفسنا: هل أدرك الهبة الهائلة التي أحملها في داخلي من المعموديّة؟ هل أتعرف في حياتي على نور حضور الله الذي يراني كابن حبيب وكابنة حبيبة؟ والآن، في ذكرى معموديّتنا، لنقبل حضور الله فينا. يمكننا أن نفعل ذلك بإشارة الصّليب التي ترسم فينا ذكرى نعمة الله الذي يحبّنا ويريد أن يكون معنا. لنفعل ذلك معًا: باسم الآب والابن والرّوح القدس. لتساعدنا مريم العذراء، هيكل الرّوح القدس، لكي نحتفل بالعظائم التي يحققها الرّبّ فينا ونقبلها."


وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ حيّا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس وقال: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في عيد معموديّة الرّبّ اليوم، عمدت بعض المواليد الجدد. لنصلِّ من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. ولتمتدَّ هذه الصّلاة إلى جميع الأطفال الذين ينالون المعموديّة المقدّسة خلال هذه الأي~ام.

تحتفل اليوم الجماعات الكنسيّة في الشّرق التي تتبع التّقويم اليوليانيّ بعيد الميلاد المقدّس. بروح الأخوّة المبهجة، أتمنّى أن يملأها ميلاد الرّبّ يسوع بالنّور والمحبّة والسّلام. كذلك أدعوكم لكي تتّحدوا معي بالصّلاة من أجل إطلاق سراح جميع الأشخاص المختطفين حاليًّا في كولومبيا دون قيد أو شرط. هذه البادرة، التي هي واجب أمام الله، ستعزز أيضًا جوّ المصالحة والسّلام في البلاد.

أنا قريب جدًا من سكان جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة الذين تضرّروا من الفيضانات خلال الأيّام الأخيرة. لنواصل من فضلكم الصّلاة من أجل السّلام؛ من أجل السّلام في أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل وفي العالم أجمع."