الفاتيكان
06 تشرين الأول 2018, 06:36

البابا فرنسيس: لنطلب من الرّوح القدس أن يشرّع باب قلبنا كي يتمكّن يسوع من الدّخول

ترأّس البابا فرنسيس، صباح الجمعة، القدّاس الإلهيّ في كابلة بيت القديسة مارتا، بالفاتيكان، وألقى عظةً متوقفًا عند إنجيل القدّيس لوقا (10، 13 – 16) وتأنيب يسوع لسكّان بيت صيدا وكورزين وكفرناحوم الذين لم يؤمنوا به على الرّغم من المعجزات، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

"لنضع أنفسنا مكان سكّان هذه المدن الثّلاث: لقد وُلدت في مجتمع مسيحيّ، عرفت يسوع المسيح، عرفت الخلاص، تربّيت على الإيمان، لكنّني أنسى يسوع بسهولة كبيرة. وبالمقابل، نسمع أخبار أناس آخرين فور إصغائهم إلى بشارة يسوع، تابوا، وتبعوه. ومن خلال عيش المسيحيّة "كعادة اجتماعيّة" نحوّل الإنجيل إلى حدث اجتماعيّ، لا إلى علاقة شخصيّة مع يسوع. فيسوع يكلّمني، يكلّمك، ويكلّم كل واحد منّا. كيف لهؤلاء الوثنيّين الذين ما إن سمعوا كلام يسوع تبعوه، وأنا الذي وُلدت في مجتمع مسيحيّ، أعيش المسيحيّة كعادة اجتماعيّة، كسترة ألبسها ومن ثم أضعها جانبًا؟ إنّ يسوع يبكي على كلّ واحد منّا عندما نعيش المسيحيّة بصورة شكليّة، لا واقعيّة.

وإذا تصرّفنا على هذا النّحو، نكون "مرائين"؛ وهناك رياء الخطأة، لكن "رياء الأبرار" هو الخوف من محبّة يسوع، وبالتّالي، عندما نتصرّف على هذا النّحو، نسعى إلى أن ندير نحن علاقتنا بيسوع. أذهب إلى القدّاس ولكنّني أعود إلى البيت وأترك يسوع في الكنيسة. وهكذا لا يعود يسوع معنا إلى البيت...

أنا أدعوكم جميعًا إلى القيام اليوم بفحص ضمير: "الويل لك"، أعطيتك الكثير، أعطيتك ذاتي، لكنّك تفضّل أن تعيش حياة سطحيّة. في الواقع، عندما يُعاش هذا الرّياء المسيحيّ، نطرد يسوع من قلبنا. كما أدعو كلّ واحد إلى أن يفكّر قائلاً: هل أنا كورزين؟ هل أنا بيت صيدا؟ هل أنا كفرناحوم؟ وإذا بكى يسوع، فلنطلب نعمة أن نبكي نحن أيضًا ونصلّي: يا ربّ، لقد أعطيتني الكثير. إنّ قلبي قاس جدًّا ولا يجعلك تدخل إليه. لقد خطئت. ولنطلب من الرّوح القدس أن يشرّع باب قلبنا كي يتمكّن يسوع من الدّخول، وكي لا نسمعه وحسب، بل نصغي إلى رسالته، رسالة الخلاص."