الفاتيكان
15 تشرين الثاني 2019, 14:30

البابا فرنسيس لمدينة كوبيّة: ليكن اليوبيل الّذي تحتفلون به دافعًا لكي تجدّدوا الرّجاء

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس في الذّكرى المئويّة الخامسة على تأسيس المدينة الكوبيّة"San Critobal de La Habana"، رسالة فيديو قال فيها نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"يسعدني أن أتّحد معكم من خلال رسالة الفيديو هذه في الاحتفال بالمئويّة الخامسة على تأسيس مدينتكم. في سنوات التاريخ الخمسمائة لهذا الشعب الحبيب، تُشبك حياة العديد من الأشخاص الّذين بذلوا ذواتهم في سبيل الآخرين والعديد من الأحلام والجهود والتضحيات المتقاسمة من أجل بناء حاضر ومستقبل أبناء كوبا.

أرغب في أن أسلّط الضوء في هذه المناسبة على ثلاثة جوانب تاريخية كانت حاضرة منذ بدايات التأسيس والتي لا تزال تشكّل اليوم أيضًا أعمدة في زمننا هذا وهي الإيمان والمحبّة والرجاء. إنّ الإيمان هو في جذور المدينة. والجذور تعضد الحياة التي تنمو، الجذور تغذّي وتساعد على النمو. لا تنسوا أبدًا جذور شهادة إيمان أسلافكم. لقد كان الاحتفال بالقداس الإلهي الفعل التأسيسي لمدينة هافانا، وهناك نجد محوريّة الحياة المسيحية: في الإفخارستيا السّرّ الّذي يجمعنا نحن المسيحيّين كشعب في حضرة الرّبّ الذي يكلّمنا ويغذّينا ويدعونا لكي نكون شهودًا في العالم. شهود للإنجيل.

يدعونا الرّبّ يسوع لكي نكون شهودًا للإيمان وإنّما أيضًا شهودًا للمحبّة. لأنَّ المحبّة هي جانب آخر يميّز الشعب الكوبي. لقد تعلّمتموها من مريم، أمّ يسوع، الّتي ومنذ البداية كانت حاضرة بينكم باسم العذراء سيّدة المحبّة في كوبريه. إنّ المحبّة الّتي تعلّمنا إيّاها مريم هي أن نعطي الحبّ بحنان وتفانٍ، وأن نعطي الحبّ في الحياة اليومية. أين؟ في العائلة بين الجيران وفي العمل، مع الجميع ودائمًا. لا يهمّ إن كنت تفكّر بأسلوب أو بآخر ما يهمّ هو أن يكون هناك الحبّ والتوافق، لأنّه هكذا تقوم وحدة الشعب الكوبي. ليكن إذًا الوفاق بينكم جميعًا. تعلّمنا مريم أن نعيش هذه المحبّة الّتي ليست فقط أن نعطي شيئًا للآخرين وإنّما أن نعطي ذواتنا ونعيش الصّداقة الاجتماعية التي تساعد أيَّ شعب على المضي قدمًا.

وفي الختام، عمود آخر هو الرّجاء. ليكن اليوبيل الّذي تحتفلون به دافعًا لكي تجدّدوا الرّجاء. فكما كان القديس كريستوبال يحمل إخوته على كتفيه، أسألكم هكذا أنتم أيضًا أن تعضدوا بعضكم بعضًا وتساعدوا بعضكم بعضًا وتشجّعوا بعضكم بعضًا بدون أن تفقدوا العزيمة محدقين النظر دائمًا على الهدف. ستواجهون على الدوام صعوبات في الحياة، إنّ الشّعوب تواجه الصعوبات ولكنّ وحدة الشعب الذي يتّحد بالمحبّة والرّجاء في المضيّ قدمًا تساعده لكي ينمو بقوّة.

بمناسبة الذّكرى المئويّة الخامسة على تأسيس مدينة "San Critobal de La Habana" في كوبا بالقول أسأل الرّبّ أن تتجدّد وتنمو في زمن النعمة هذا، أعمدة الإيمان والرجاء والمحبّة هذه، كذلك أيضًا الفرح الذي يميّزكم. وليبارككم يسوع وليبارك الشعب الكوبي بأسره ولتعتني بكم العذراء سيّدة المحبّة في كوبريه. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."