البابا فرنسيس للشّباب والعائلات: المهمّ أن نسير معًا، ولا ينبغي نسيان الجذور وما تمّ تعلّمه في العائلة
"أنا أشعر معكم هنا بدفء العائلة؛ وأشكر الجميع على الإستقبال الحارّ والشّهادات التي قدّمتموها. ويُصادف في بلادكم، في الأوّل من حزيران، الاحتفال بيوم الطّفل؛ لذا، أودّ أن يكون أوّل شيء نفعله الصّلاة من أجل الأطفال سائلين مريم العذراء أن تحميهم.
الرّوح القدس يساعدنا في اكتشاف جمال أن نكون معًا والقدرة على اللّقاء للسّير معًا. كلٌّ بلغته وتقليده، إنّما سعداء بأن نلتقي كإخوة. وعن شهادة الجدّين إليزابيت ويوان بحضور أبنائهما الأحد عشر الذين أتوا من أماكن عديدة، أُريدُ أن أُسلّط الضّوء على فرح الوالدين برؤية أبنائهم مجتمعين.
ومن بالغ الأهميّة السّير معًا: إنّها عطيّة ينبغي أن نطلبها، وعمل حرفيّ نحن مدعوّون لبنائه، وهبة جميلة علينا أن ننقلها. وفي هذا السّياق، أؤكّد لكم جمال رؤية الحبّ الذي يتجذّر بتفان وإلتزام وعمل وصلاة، والذي نراهما في شهادة الجدّين إليزابيت ويوان.
وحين ألتقي الشّباب والشّيوخ، لا يخشى الأجداد أن يحلموا (راجع يوئيل 3، 1). ومن الضّروري عدم نسيان الجذور، وهذا ما أوصى به القدّيس بولس طيموتاوس حول الحفاظ على إيمان أمّه وجدّته (راجع 2 طيموتاوس 1، 5 – 7). كذلك، لا يجب نسيان أجمل وأثمن ما تمّ تعلّمه في العائلة، بخاصّة الحكمة التي نتلقّاها مع مرّ السّنين: عندما تكبر، لا تنسى أمك وجدّتك وذاك الإيمان البسيط، إنّما القويّ الذي ميّزهما وأعطاهما القوّة والمثابرة للمضي إلى الأمام.
والإيمان عطيّة تُبقي حيًّا يقينًا عميقًا وجميلاً ألا وهو إنتماؤنا كأبناء، وأبناء محبوبين من الله. ونحن ننتمي إلى بعضنا البعض، والسّعادة الشّخصيّة تمرُّ عبر جعل الآخرين سعداء، لذا من المهمّ أن نسير معًا، ولا ينبغي نسيان ما تمّ تعلّمه في العائلة، ولا ينبغي نسيان الجذور.
وفي مدينة ياش، يعيش العديد من الطّلاب القادمين من أنحاء مختلفة من العالم، وأذكّركم بالّلقاء الافتراضيّ الذي جرى في آذار الفائت مع "سكولاس أوكورينتيس"، حين قيل له أيضًا أنّ هذه المدينة هي العاصمة الوطنيّة للشّباب لهذا العام. والإيمان لا ينُقل بالكلام فقط، إنّما بالأعمال والنّظرات والحنان كحنان أمّهاتنا وجدّاتنا، وبنكهة الأشياء التي تعلّمناها في البيت بطريقة بسيطة وأصيلة.
إنّ رومانيا هي "حديقة أم الله"، وقد تمكّنت من لمس ذلك خلال هذا اللّقاء. فهي أمٌّ تنمي أحلام أبنائها وتحفظ آمالهم وتحمل الفرح إلى البيت. إنّها أم حنون تعتني بنا. ولها، نكرّس مستقبل الشّباب والعائلات والكنيسة."