الفاتيكان
28 أيلول 2021, 09:30

البابا فرنسيس للأساقفة أصدقاء حركة فوكولاري: أشكركم على التزامكم في مسيرة الصّداقة

تيلي لوميار/ نورسات
"أشكركم على الالتزام الّذي تحملون فيه قدمًا مسيرة الصّداقة هذه للنّموّ في خدمة الشّركة"، هي كلمة البابا فرنسيس إلى الأساققة أصدقاء حركة فوكولاري الّذين زاروه يوم السّبت في الفاتيكان.

وإليهم توجّه قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "لطالما عزّز عمل مريم، أو حركة فوكولاري، من أجل الموهبة الّتي نالتها من مؤسّستها كيارا لوبيتش، معنى الوحدة وخدمتها: الوحدة في الكنيسة، الوحدة بين جميع المؤمنين، الوحدة في العالم بأسره، في "دوائر متّحدة المركز". هذا الأمر يجعلنا نفكّر في التّعريف الّذي قدّمه المجمع الفاتيكانيّ الثّاني للكنيسة: "السّرّ، أيّ علامة وأداة الاتّحاد الوثيق مع الله ووحدة الجنس البشريّ بأسره". في خضمّ التّمزّقات والدّمار الّذي خلّفته الحرب، وضع الرّوح القدس في قلب كيارا الفتيِّ بذرة الأخوّة والشّركة. بذرة تطوّرت ونمت في مجموعة الصّديقات في ترينتو، واجتذبت الرّجال والنّساء من كلّ لغة وأمّة بقوّة محبّة الله، وخلقت الوحدة دون أن تُبطِل الاختلافات، لا بل منحتها قيمة وجعلتها تتناغم.

إنّ "القرابة"- إذا جاز التّعبير- الموجودة بين هذه الموهبة وخدمة الأساقفة واضحة. نحن الأساقفة في خدمة شعب الله لكي يُبنى في وحدة الإيمان والرّجاء والمحبّة. في قلب الأسقف، يطبع الرّوح القدس إرادة الرّبّ يسوع: أن يكون المسيحيّون جميعًا واحدًا، من أجل تسبيح ومجد الله الثّالوث ولكي يؤمن العالم بيسوع المسيح. نحن البابا والأساقفة، لسنا في خدمة وحدة خارجيّة، وإنّما في خدمة سرّ الشّركة الّتي هي الكنيسة في المسيح والرّوح القدس، الكنيسة كجسد حيّ، كشعب يسير في التّاريخ وفي الوقت عينه أبعد من التّاريخ. شعب أُرسل إلى العالم لكي يشهد للمسيح، لكي يجذب هو، نور الأمم، الجميع إليه، بقوّة سرّه الفصحيّ الوديعة والرّحيمة.

أيّها الإخوة الأعزّاء، يمكننا أن نقول إنّ هذا هو "حلم" الله، ومخطّطه أن يصالح ويجمع كلَّ شيء في المسيح. هذا أيضًا هو "حلم" الأخوّة الّذي كرّستُ له الرّسالة العامّة "Fratelli tutti". إزاء "ظلال عالم مغلق"، حيث "تتحطّم" أحلام كثيرة للوحدة، وحيث لا يوجد مشروع للجميع وتُبحر العولمة بدون مسار مشترك، وحيث تهدّد آفة الوباء بتفاقم التّفاوتات، يدعونا الرّوح القدس لكي نتحلّى بالشّجاعة بأن نكون واحدًا، انطلاقًا من الإدراك بأنّ الوحدة هي عطيّة.

إنَّ القدّيسين هم الّذين يشهدون بشكل خاصّ لشجاعة الوحدة: قبل أيّام قليلة احتفلنا بعيد البابا القدّيس قرنيليوس والأسقف القدّيس قبريانوس، ولهذا الأخير بالتّحديد نحن مدينون بالوصف الرّائع للكنيسة كـ"شعب جُمع في وحدة الآب والابن والرّوح القدس". لكن لنفكّر أيضًا في العديد من شهود زماننا، رعاة وعلمانيّين، الّذين كانت لديهم جرأة الوحدة، ودفعوا ثمنًا باهظًا شخصيًّا. لأنّ الوحدة الّتي منحنا يسوع المسيح إيّاها ليست أنسنة، وليست إجماع مع الجميع مهما كان الثّمن. لا بل هي تخضع لمعيار أساسيّ، وهو احترام الشّخص البشريّ، واحترام وجه الآخر، ولاسيّما الفقير، والصّغير، والمُستبعَد.

أيّها الإخوة الأعزّاء، أشكركم مرّة أخرى على هذا اللّقاء. ولكنّني أشكركم بشكل خاصّ على الالتزام الّذي تحملون فيه قدمًا مسيرة الصّداقة هذه للنّموّ في خدمة الشّركة. إبتسموا على الدّوام. أصلّي من أجلكم ومن أجل جماعاتكم. ليبارككم الرّبّ ولتحفظكم العذراء مريم؛ ولا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."