البابا فرنسيس: لقد حان الوقت لتغيير المسار

"إنّ الجائحة الحاليّة وتغيّر المناخ، اللّذان لا يكتسيان أهميّة بيئية فحسب، بل لهما أهميّة أخلاقيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة أيضًا، يؤثّران بشكل خاصّ على حياة الأشخاص الأكثر فقرًا وهشاشة. وبهذه الطّريقة، فإنّهما يناشدان مسؤوليّتنا من خلال التزام جماعيّ وتضامنيّ، من أجل تعزيز ثقافة رعاية، تضع الكرامة البشريّة والخير العامّ في المحور.

بالإضافة إلى اعتماد بعض التّدابير التي لا يمكن تأجيلها أكثر، هناك حاجة إلى استراتيجيّة لخفض صافي الانبعاثات إلى الصّفر(net-zero emission) ، وبالتّالي ينضمّ الكرسيّ الرّسوليّ إلى هذا الهدف، ويتحرّك على مستويين: من جهة، تلتزم دولة حاضرة الفاتيكان بخفض صافي الانبعاثات إلى الصّفر قبل عام ٢٠٥٠، وتكثيف جهود الإدارة البيئيّة الجارية منذ عدّة سنوات، والتي تجعل الاستخدام الرّشيد للموارد الطّبيعيّة ممكنًا مثل المياه والطّاقة، وكفاءة الطاقة، والتّنقل المستدام، وإعادة التّحريج، والاقتصاد الدّائري أيضًا في إدارة النّفايات.

يلتزم الكرسيّ الرّسوليّ بتعزيز التّعليم من أجل إيكولوجيا متكاملة. على التّدابير السّياسيّة والتّقنيّة أن تتّحد في عمليّة تربويّة تعزز نموذجًا ثقافيًّا للتّنمية والاستدامة يتمحور حول الأخوّة والتّحالف بين البشر والبيئة. من هذا المنظور، أطلقت الميثاق التّربوي العالميّ لمرافقة المدارس والجامعات الكاثوليكيّة، وحضره أكثر من سبعين مليون طالب في جميع القارّات. وقمت بدعم "Economy of Francesco"، والذي من خلاله يقوم الاقتصاديّون الشّباب، ورجال الأعمال، وخبراء المال والأعمال، بتعزيز مسارات جديدة تتغلّب على فقر الطّاقة، وتضع العناية بالخيور المشتركة في محور السّياسات الوطنيّة والدّوليّة والتي تعزّز الانتاج المستدام حتّى في البلدان المنخفضة الدّخل، وتتقاسم التّقنيات المتقدّمة المناسبة."

وإختتم البابا فرنسيس رسالته بالقول: "لقد حان الوقت لتغيير المسار. لا نسلبنَّ الأجيال الجديدة الرّجاء بمستقبل أفضل."