البابا فرنسيس لشباب إستونيا: لا تجعلوا حياتكم المسيحيّة متحفًا للذّكريات
وشدّد البابا على أهمّيّة "أن نرى بعضنا بعضًا كحجّاج في مسيرة مشتركة، وأن نفتح قلوبنا بثقة على رفيق الدّرب بدون ريبة ناظرين فقط إلى ما نبحث عنه بالفعل، السّلام".
وتطرّق الأب الأقدس في كلمته إلى سينودس الشّباب المرتقب لافتًا إلى مطلب الكثير من الشّباب "أن يكون هناك مَن يرافقهم ويفهمهم بدون الحكم عليهم، مَن هو قادر على الإصغاء إليهم والإجابة على أسئلتهم". وأشار في هذا السّياق إلى أنّ "كنائسنا، وكلّ مسيرة دينيّة لها تركيبة مؤسّساتيّة تحمل في بعض الأحيان تصرّفات كان فيها من الأسهل التّحدّث وتقديم النّصائح واقتراح خبراتنا أكثر من الإصغاء وجعل أنفسنا نُساءل ونُنار بما يعيش الشّباب، بينما نريد اليوم أن نبكي معكم إن كنتم تبكون، أن نرافق أفراحكم بتصفيقنا وضحكاتنا، أن نساعدكم في عيش اتِّباع الرّبّ. علينا وكي نكون بجانب الشّباب لتغيير أمور كثيرة أبعدتهم."
كما دعا البابا فرنسيس الشّباب إلى ترداد الجملة الإنجيليّة المكتوبة على محراب كنيستهم "تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (متّى 11، 28)، مقتنعين بأنّ يسوع هو سبب لقائهم، "وبأنّه ما من راحة أكبر من أن نجعل يسوع يحمل أثقالنا"، لافتًا إلى أنّ الحبّ اليوم يبدو وكأنّه مات، ولكنّنا نعلم أنّ هذا غير صحيح ولدينا بالتّالي ما نقوله وما نعلنه بكلمات قليلة وأفعال كثيرة.
وأخيرًا حثّ البابا الشّباب على استقبال الجديد الّذي يحمله يسوع في حياتهم، هذا الجديد الّذي يدفعهم إلى التّوجّه حيثما توجد البشريّة الأكثر جرحًا، مؤكّدًا أنّهم لن يكونوا وحدهم بل سيأتي الله معهم، مشجّعًا إيّاهم على حمل الإنجيل للآخرين وعدم جعل حياتهم المسيحيّة "متحفًا للذّكريات"، خاتمًا: "فلندع الرّوح القدس يجعلنا نتأمّل التّاريخ بنظرة يسوع القائم، فهكذا ستتمكّن الكنيسة من السّير قدمًا متقبّلة مفاجآت الرّبّ، مستعيدة شبابها وفرح وجمال العروس المتوجّهة للقاء الرّبّ".