البابا فرنسيس لخدّام المذبح: "ساحة القدّيس بطرس أجمل بحضوركم"
توقّف الأب الأقدس عند شعار "معك" وهو محور هذه الدورة من حجّ خدّام المذبح، فقال إنّه شعار يختصر كلّ شيء في كلمة واحدة.
وقال: "إنّ تعبير "معك"، يختزل سرّ حياتنا، سرّ المحبة. حين يتمّ الحبل بالكائن البشريّ في بطن أمّه تقول له الأمّ "لا تخف! أنا معك"، إلّا أنّ الأمّ ذاتها تشعر بهذا الكائن الصغير يقول لها "أنا معكِ". وينطبق هذا على الأب أيضًا ولكن بشكل مختلف".
ومتوجّهًا إلى خَدَمَة المذبح أمامه، قال لهم بأنْ، حين ينظر إليهم مجتمعين في الساحة يرى أنّ كلمة "معك" تتشبّع بمعانٍ جديدة، هي من أجمل المعاني وأبلغها، وإنّ خدمتهم لليتورجيا تجعله يرى أنّ البطل في هذا التعبير، "معك"، هو الله: "فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم" (مت ١٨، ٢٠)، وهذا يحدث بالشكل الأوضح في خلال القدّاس، في سرّ القربان الأقدس، فكلمة "معك" تصبح حضورًا فعليًّا، ملموسًا لله في جسد المسيح ودمه، "الكاهن يرى هذا السرّ يتحقّق كلّ يوم بين يديه، وأنتم أيضًا ترونه إبّان خدمتكم المذبح".
أضاف البابا: "إنّنا، حين ننال سرّ المناولة نختبر أنّ يسوع معنا روحيًّا وجسديًّا، يقول لنا "أنا معك"، في فعل المحبّة هذا أي الإفخارستيّا. وأنتم أيضًا يمكنكم، بالمناولة، أن تقولوا للربّ يسوع "أنا معك"، يمكنكم أن تقولوا هذا لا بالكلمات، بل بقلبكم وجسدكم، بمحبّتكم".
توقّف البابا، في حديثه إلى خدّام المذبح، عند ما يعتبرها النقطة الجوهريّة حسبما ذكر، أي الـ"معك" التي يمكن أن نهبها نحن إلى الآخرين، "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم"، قال: "إنْ حرسْتم أنتم، في قلبكم وفي جسدكم، ومثل مريم، سرّ الله الذي هو معكم فستكونون قادرين على أن تكونوا مع الآخرين وذلك بشكل جديد. أنتم أيضًا، وفقط بفضل يسوع، يمكنكم أن تقولوا للقريب "أنا معك"، لا بالكلمات، بل بالأفعال واللفتات، بالقلب، وبالقُرب الملموس".
ثمّ، شدّد البابا على ضرورة تذكّر هذا القرب الملموس والفعليّ، الذي لا يدين ولا يحكم مسبقًا ولا يميّز ولا يُبعد...
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الحجّ الدولي لخدّام المذبح، شدّد البابا فرنسيس على عظمة هذه الكلمة البسيطة، "معك"، ووجّه الشكر إلى من اختارها وإلى من أتوا إلى روما حجّاجًا لتقاسم فرح الانتماء إلى يسوع وكونهم خدّامًا لمحبّته، خدّامًا لقلبه الجريح الذي يشفي جراحنا ويخلّصنا من الموت ويهبنا الحياة الأبديّة.