أوروبا
15 أيلول 2021, 05:55

البابا فرنسيس لجماعة الغجر: إنّكم على الرّحب والسّعة في الكنيسة الّتي هي بيتكم

تيلي لوميار/ نورسات
بعد احتفاله بقدّاس عيد الصّليب وتناوله طعام الغداء، التقى البابا فرنسيس أمس الثّلاثاء، في السّاحة المقابلة للمركز السّاليزيانيّ، الغجر المتواجدين في حيّ لونيك، وفيه أكبر تجمّع لهم في سلوفاكيا، استمع خلاله إلى كلمة ترحيبيّة من رئيس المركز وشهادتي حياة.

بعدها ألقى البابا خطابًا توقّف في مستهلّه- بحسب "فاتيكان نيوز"- "عند ما قاله "يان" مذكرًا بكلمات البابا بولس السّادس الّذي توجّه إلى الغجر وقال لهم إنّهم موجودون في صلب الكنيسة، لا على الهامش. وشدّد فرنسيس على ضرورة ألّا يشعر أيّ شخص بأنّه مهمّش داخل الكنيسة. وأضاف: أن نكون كنيسة يعني أن نشعر أنّنا مدعوّون من الله، وأنّ كلّ واحد منّا ينتمي إلى الفريق نفسه. فالرّبّ ينظر إلينا كجماعة، وكأبناء بنظرات الأب، وإذا ما قبلنا بهذه النّظرة الأبويّة نعرف كيف نرى الآخرين بشكل أفضل، ونكتشف أنّهم أبناء الله وأخوة لنا. فالكنيسة هي عائلة تتألّف من أخوة وأخوات لهم أب واحد، الّذي أعطانا يسوع كأخ لنا وهو يريد من البشريّة برمّتها أن تصير عائلة كونيّة واحدة. وقال البابا إنّ الغجر يكنّون محبّة واحترامًا كبيرين تجاه العائلة، وهم ينظرون إلى الكنيسة انطلاقًا من الخبرة نفسها. وأضاف: أودّ أن أقول لكم من صميم القلب إنّكم على الرّحب والسّعة في الكنيسة، الّتي هي بيتكم.  

بعدها توجّه البابا إلى "يان" وزوجته "بياتا" وقال: إنّكما وضعتما حلم العائلة فوق الاختلافات في الأصل والعادات والتّقاليد. ولفت إلى أنّه ليس من السّهل أن يتخطّى الإنسان الصّور النّمطيّة، خصوصًا عندما يُدان الآخرون قبل التّعرّف عليهم. وذكّر بأنّ الرّبّ قال لتلاميذه "لا تدينوا". وغالبًا ما ندين الآخرين بقسوة، نكون متسامحين مع أنفسنا وصارمين مع الآخرين، ونشوّه بالكلمات جمال أبناء الله، الّذين هم أخوة لنا. لا بدّ من الإقرار بأنّ كلّ شخص يحمل في ذاته جمال ابن الله، وفيه تنعكس صورة الخالق.  

هذا ثمّ قال فرنسيس إنّ الغجر وقعوا غالبًا ضحيّة الأحكام المسبقة، والصّور النّمطيّة الّتي تميّز بين الأشخاص فضلاً عن الألفاظ والأفعال المسيئة. وهذا الأمر يُفقر البشريّة. وبغية استعادة الكرامة لا بدّ من الانتقال من الأحكام المسبقة إلى الحوار، ومن الانغلاق إلى الاندماج. وتوجّه إلى الزّوجين "نيكولا" و"رينيه" وقال إنّ قصّة حبّهما أبصرت النّور ونضجت بفضل القرب والتّشجيع. وشعرا بأنّهما محبوبان وأرادا أن يمنحا المزيد لأبنائهما. وأكّد البابا أنّ هذا الأمر يعلّمنا أنّه حيث يوجد العمل الرّعويّ والصّبر تأتي الثّمار، بيد أنّ الأحكام المسبقة تزيد المسافات. وعندما يُعذّى الانغلاق، ينمو الغضب. فالدّرب المؤدّية إلى التّعايش السّلميّ هي الاندماج. تبدأ بالتّعارف المتبادل، وتستمرّ بصبر وتنظر إلى المستقبل، الّذي هو للأطفال. وهولاء الصّغار يريدون النّموّ مع الآخرين، وهم يشجّعون على اتّخاذ خيارات بعيدة النّظر، تأخذ في عين الاعتبار مستقبل الجميع.  

لم تخل كلمة البابا من توجيه رسالة شكر إلى جميع العاملين من أجل الاندماج، من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين. وقال: شكرًا على كلّ ما تقومون به لصالح المهمّشين، وأفكّر أيضًا باللّاجئين والسّجناء. تابعوا السّير في هذه الدّرب الّتي لا تقدّم لنا كلّ ما نريد على الفور، لكنّها درب نبويّة لأنّها تشمل الآخِرين، وتبني الأخوّة وتزرع بذور السّلام. لا تخافوا من الخروج للّقاء مع المهمّشين. وهكذا تدركون أنّكم تخرجون للّقاء مع يسوع، الّذي ينتظركم حيث توجد الهشاشة لا الرّاحة، حيث توجد الخدمة لا السّلطة. وقال البابا فرنسيس في ختام كلمته إلى جماعة الغجر: إنّي أدعوكم جميعًا للسّير إلى الأمام بثقة، متخطّين كلّ المخاوف وجراحات الماضي. وتفعلون ذلك من خلال العمل النّزيه، وكرامة كسب الخبز اليوميّ، وتغذية الثّقة المتبادلة."