الفاتيكان
21 تشرين الأول 2022, 07:50

البابا فرنسيس: لتنمية حسّ أكبر بالمسؤوليّة المشتركة للمؤمنين العلمانيّين لحياة الكنيسة ومستقبلها

تيلي لوميار/ نورسات
"يتمُّ مجمعكم العامّ بعد الاحتفال بمرور أوّل مائة عام من حياة الرّهبانيّة ويسعى إلى المضيِّ قدمًا، وسط تحدّيات الزّمن الحاضر، في الحماسة للبشارة الّتي ألهمت الأباتي فرانز بفانير ورفاقه التّرابيست لكي يضعوا الأُسس لعملهم الرّسوليّ. آمل أن تثبت مداولاتكم الرّهبنة في موهبتها التّأسيسيّة الّتي تجمع بين الأمانة للمشورات الإنجيليّة والشّغف لنشر الإنجيل إلى الأمم وتنمية ملكوت المسيح في القداسة والعدالة والسّلام".

هكذا استهلّ البابا فرنسيس كلمته إلى المشاركين في المجمع العامّ لرهبانيّة مرسلي "Mariannhill"، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنَّ موضوع المجمع العامّ- التّضامن: مدعوّين لكي يكون لنا روح واحد وهدف واحد– هو آنيٌّ بشكل خاصّ، في ضوء المسيرة السّينودسيّة الواسع الّذي سلكته الكنيسة الجامعة خلال الأشهر الأخيرة، استعدادًا للجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة في العام المقبل. تريد هذه المسيرة الكنسيّة أن تعزّز الشّركة والمشاركة والالتزام الإرساليّ لجميع المعمّدين، من خلال عمليّة تمييز روحيّ تتمحور حول اللّقاء والإصغاء والتّأمّل، من أجل البلوغ إلى انفتاح أكبر على حداثة الرّوح القدس وإلهاماته. إنّ أحد العناصر الأساسيّة للمسيرة السّينودسيّة هو تنمية حسّ أكبر بالمسؤوليّة المشتركة للمؤمنين العلمانيّين لحياة الكنيسة ومستقبلها.

ينعكس هذا الاهتمام بوضوح في إشارة مجمعكم العامّ إلى دعوة القدّيس بولس إلى الجماعة المسيحيّة في كورنثوس، لكي يكونوا "على وئام تامّ في روح واحد وفكر واحد". يُظهر تاريخ رهبانيّتكم أنّ البشارة بالإنجيل قد ترافقت منذ البداية بالتزام لتشجيع الدّعوات بين الشّعوب الأصليّة، وتعزيز التّنمية البشريّة المتكاملة داخل الجماعات المحلّيّة، وتنمية روح المسؤوليّة المشتركة من أجل الخير العامّ. وفيما تثابرون في جهودكم للمضيّ قدمًا في هذه الوحدة والتّضامن في خدمة الإنجيل، أشجّعكم على تنمية ارتداد رعويّ دائم، يمكنه أن يتجلّى في جميع أبعاد حياة ونشاط رهبانيّتكم، من التّنشئة الكهنوتيّة والتّنشئة الرّوحيّة للعلمانيّين وصولاً إلى التّخطيط الملموس للمشاريع الرّسوليّة. إذا كانت السّينودسيّة الّتي تُدعى الكنيسة إليها في عصرنا تتضمّن السّير معًا والإصغاء معًا، فمن المؤكّد أنّ الصّوت الأوّل الّذي علينا أن نصغي إليه هو صوت الرّوح القدس.

بالقرب منّا نجد المسلّة الكبيرة لساحة القدّيس بطرس. جميعكم تعرفون الانطباع الّذي ولد في الأباتي فرانز بفانير من قصّة رفع المتراصة الكبيرة. على الرّغم من الجهد البشريّ الهائل، لم يكن من الممكن إنقاذ المسلّة من السّقوط في اللّحظة الأخيرة إلّا من خلال سكب الماء على الحبال. واليوم، كما هو الحال دائمًا، نحتاج إلى ماء الرّوح القدس، ليس فقط لكي نجعل عمل أيدينا يزدهر، وإنّما وبشكل خاصّ لكي نُليِّن تربة قلوبنا القاسية. أؤكّد لكم صلواتي لكي ومن خلال حلول جديد للرّوح القدس يحمل مجمعكم العامّ ثمارًا روحيّة وافرة من أجل نموّ مرسلي Mariannhill في القداسة والخدمة الأمينة للإنجيل. وأتمنّى لكم رقّة المحبّة، بدون قلوب قاسية وبدون انغلاقات وإنّما تلك المحبّة القريبة والكلمة اللّطيفة الّتي يصدرها الرّوح عندما يعمل في القلب. وتلك الوداعة الجميلة: هذا ما أتمنّاه لكم. أوكلكم مع إخوتكم إلى الشّفاعة المُحِبَّة لمريم العذراء، أمّ الكنيسة، وأبارككم من كلِّ قلبي وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي."