أوروبا
24 شباط 2020, 07:30

البابا فرنسيس لبطاركة المتوسّط وأساقفته: إعملوا كصانعي سلام!

تيلي لوميار/ نورسات
"إنّنا مدعوّون- إزاء الانقسامات والصّراعات الاقتصاديّة والدّينيّة والمذهبيّة والسّياسيّة- إلى تقديم شهادة للوحدة والسّلام"، هذا ما أكّده البابا فرنسيس لبطاركة الشّرق والأساقفة المشاركين من منطقة البحر المتوسّط في لقاء باري: "المتوسّط حدود السّلام"، خلال اجتماعه بهم، مشيرًا إلى أنّ الغاية هي التّأمّل "في دعوة المتوسّط ومصيره، ونقل الإيمان وتعزيز السّلام".

وأشار البابا إلى أنّ هذه الشّهادة تُقدّم من خلال الإيمان والانتماء إلى الكنيسة، وحثّ الحاضرين على العمل كصانعي سلام في المتوسّط، فـ"الغاية الأسمى لكلّ مجتمع بشريّ تبقى السّلام، إذ لا يوجد بديل آخر سوى السّلام كما أنّ الحرب تعبّر عن فشل كلّ مشروع بشريّ وإلهيّ"، وإنّ "بناءه ينبغي أن يشكّل أولويّة بالنّسبة للكنيسة وكلّ مؤسّسة مدنيّة، يرتكز إلى العدالة كشرط أساسيّ".  

وأكّد الأب الأعظم في هذا السّياق، بحسب "فاتيكان نيوز"، أنّ "الكنيسة ومن خلال إعلان الإنجيل تتضامن مع الصّغار والفقراء". ودعا أساقفة المتوسّط إلى رفع الصّوت لمطالبة الحكومات بالدّفاع عن الأقلّيّات وصون الحرّيّات الدّينيّة، لافتًا إلى أنّ "الاضطهادات الّتي تستهدف الجماعات المسيحيّة وغيرها أيضًا تشكّل جرحًا يمزّق قلبنا ولا يسعنا أن نقف إزاءه غير مبالين"؛ وإلى أنّ "الحوار وحده يسمح بالتّلاقي وبتخطّي الأحكام المسبقة وصور النّمطيّة وبالتّعرّف على بعضنا بشكل أفضل. وهذا يتطلّب ضيافة صادقة تمارس حيال الجميع وعلى المستويات كافّة. من هذا المنطلق لا بدّ من وضع لاهوت للضّيافة والحوار يُعيد تأويل التّعاليم الكتابيّة"، هذا وأكّد البابا أنّ التّطرّف والأصوليّة ينكران كرامة الإنسان وحرّيّته الدّينيّة، هذا الأمر يقتضي لقاء أكثر حيويّة بين مختلف الدّيانات، يحرّكه احترام صادق ونيّة في تحقيق السّلام".

وفي الختام، توقّف البابا عند "وثيقة الأخوّة الإنسانيّة"، مشيرًا إلى أنّ "الأشخاص الّذين يوسّخون أيديهم في بناء السّلام ويمارسون الضّيافة لا يستطيعون القتال لدوافع دينيّة بل يسيرون في درب الحوار المطبوع بالاحترام، درب التّضامن المتبادل والبحث عن الوحدة".