الفاتيكان
20 أيار 2019, 13:29

البابا فرنسيس لأعضاء المعهد الحبريّ للرّسالات الخارجيّة: أنتم روّاد العمل الإرساليّ

"إنّ تاريخكم مطبوع بمسيرة منيرة من القداسة للعديد من أعضاء معهدكم"، هكذا عبّر البابا فرنسيس عن تقديره لأعضاء المعهد الحبريّ للرّسالات الخارجيّة أثناء استقباله لهم في الفاتيكان، في إطار مجمعهم العامّ للخامس عشر، مشجّعًا إيّاهم على اتّخاذ خيار إرساليّ قادر على تحويل كلّ شيء.

وقال لهم للمناسبة في كلمة نشرتها "فاتيكان نيوز":
"أرفع معكم الشّكر إلى الرّبّ على المسيرة الطّويلة الّتي قام بها معهدكم خلال حوالي مائة وسبعين سنة منذ تأسيسه في ميلانو كإكليريكيّة للرّسالات الخارجيّة.
مع مرور السّنوات أصبح للمعهد الحبريّ للرّسالات الخارجيّة مسيرة مستقلّة وتطوّر كالجمعيّات الرّهبانيّة الأخرى بدون أن يتماهى بها. في الواقع أنتم لا تبرزون النّذور كالرّهبان ولكنّكم تكرّسون حياتكم بأسرها للرّسالة. إنّ تاريخكم مطبوع بمسيرة منيرة من القداسة للعديد من أعضاء معهدكم، وبعضهم قد اعترفت بهم الكنيسة بشكل رسميّ: نذكر منهم الشّهداء القدّيس ألبيريكو كريشيتيلّي، الطّوباويّ جوفاني باتيستا ماتزوكوني، الطّوباويّ ماريو فيرغارا؛ والمعترفَين الطّوباوي باولو منَّا والطّوباويّ كليمينتيه فيسمارا. من بين مرسليكم هناك تسعة عشر شهيدًا، قد بذلوا حياتهم من أجل يسوع لصالح شعبهم بدون تحفّظات وبدون حسابات شخصيّة.
إنّ الكلمات الّتي تلفّظ بها القدّيس بولس السّادس في مانيلا عام 1970 تملك بالنّسبة لكم صدى مميّزًا وتُلخّص معنى حياتكم ودعوتكم؛ إذ قال: "نعم أنا أشعر بضرورة إعلان يسوع المسيح، لا يمكنني أن أصمت... عليَّ أن أعترف باسمه: يسوع هو المسيح، ابن الله الحيّ... لن أنتهي أبدًا من التّكلّم عنه: إنّه النّور، إنّه الحقّ؛ هو الخبز وينبوع الماء الحيّ لجوعنا ولعطشنا؛ إنّه الرّاعي ومرشدنا، مثالنا وتعزيتنا وأخونا". في الواقع، من المسيح فقط تأخذ معنى حياتنا ورسالتنا لأنّه لا وجود لبشارة حقيقيّة ما لم يتمّ إعلان اسم يسوع النّاصريّ ابن الله وتعليمه وحياته ووعوده وملكوته وسرّه.
تصادف هذا العامّ الذّكرى المئويّة الأولى لصدور الرّسالة الرّسوليّة "Maximum illud" للبابا بنديكتوس الخامس عشر. كما تعرفون وللاحتفال بهذه المناسبة أعلنت الشّهر الإرساليّ الاستثنائيّ، في تشرين الأوّل المقبل تحت عنوان "معمّدون ومرسلون: كنيسة المسيح في رسالة في العالم". إنَّ هدف هذه المبادرة هو إيقاظ إدراك أكبر للرّسالة إلى الأمم واستعادة التّحوّل الرّسوليّ للحياة والعمل الرّاعويّ بدفع جديد. وأنتم أيّها المرسلون روّاد هذه المناسبة.
وفي إطار الاستعداد للشّهر الإرساليّ الاستثنائيّ قد اجتمعتم في روما من أجل مجمعكم العامّ الخامس عشر تحت عنوان: "الويل لي إن لم أبشّر بالإنجيل: أشخاص وأماكن وأساليب الرّسالة للمعهد الحبريّ للرّسالات الخارجيّة، اليوم وغدًا". أنتم تسعون بقدر ما هو ممكن لكي تضعوا الرّسالة في المحور لأنّ الإلحاح الرّسوليّ هو الّذي أسّس معهدكم ولا زال يكوّنه. أنتم مقتنعون بهذا الأمر ولذلك اخترتم عبارة القدّيس بولس: "الويل لي إن لم أبشّر بالإنجيل" كمرشد وإلهام. إنّ الشّغف والإلحاح للرّسالة اللّذين يشعر بهما القدّيس بولس كدعوة خاصّة هما ما ترغبون به جميعكم. لذلك وفي ضوء هذه الكلمات عملتم لكي تفهموا مجدّدًا الرّسالة إلى الأمم في معهدكم وعالم اليوم ولكي تعيدوا التّأكيد على أولويّة الدّعوة الرّسوليّة الواحدة أكان للعلمانيّين أو للكهنة.
لذلك أقول لكم لا تخافوا من أن تأخذوا بثقة بالله وبالكثير من الشّجاعة خيارًا إرساليًّا قادرًا على تحويل كلِّ شيء لكي تصبح العادات والأساليب والأوقات وكلّ هيكليّة كنسيّة قناة ملائمة للبشارة في العالم الحاليّ. 
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكركم على هذا اللّقاء ولاسيّما على عملكم في خدمة الإنجيل، ليعطكم الرّبّ بشفاعة العذراء مريم أن تقوموا بعملكم بفرح على الدّوام حتّى في التّعب. أبارككم وأصلّي من أجلكم، وأنتم من فضلكم صلّوا أيضًا من أجلي".