البابا فرنسيس في طريقه إلى بابوا غينيا الجديدة
قبل المغادرة، احتفل البابا بقدّاس خاصّ في السفارة البابويّة في جاكرتا، حيث ودّع الموظّفين بمودّة وامتنان. وفي طريقه إلى المطار، في سيّارة "تويوتا" بيضاء، وقف العديد من الشباب والأمّهات مع أطفالهنّ، ليودّعوه بمحبّة. في المطار، التقى الأب الأقدس بِياقوت خليل قوماس، وزير الشؤون الدينيّة الإندونيسيّ، الذي شكره على زيارته البلاد، يرافقه الكاردينال إينياتسيو سوهاريو هاردجواتمودجو. وفيما تمّت مرافقته إلى الطائرة على كرسي متحرّك، بارك البابا الذين اقتربوا منه، وهو يحمل في قلبه ذكرى شعب ودود، عاش أيّامًا احتفاليّة، في الالتزام بالعيش في أخوَّة إزاء مجمل أشكال التطرّف العنيف واستغلال الإيمان للصراعات.
"بوم تاون" هو الاسم المعروف لبورت موريسبي، أكبر مدينة وميناء رئيس في بابوا غينيا الجديدة، تقع على خليج "فيرفاكس" على الساحل الجنوبيّ للبلاد. بعد حفل الاستقبال الرسميّ، انتقل البابا إلى السفارة البابويّة لتناول العشاء، قبل أن يرتاح استعدادًا ليومٍ تالٍ حافل التقى فيه بالسلطات والمجتمع المدنيّ في "APEC Haus"، المركز الرئيس للمؤتمرات في المدينة، ثمّ زار مدرسة للبنات أسّستها "راهبات المحبّة" قبل أن يلتقي بالمرشدين الرعويّين لبابوا وجزر سليمان.
إبّان التحليق فوق إندونيسيا، أعرب البابا فرنسيس، في برقيّة موجّهة إلى الرئيس جوكو ويدودو، عن امتنانه العميق للسلطات المحلّيّة وللسكّان جميعهم "للمساعدة والعديد من لفتات الأخوّة" في الأيّام التي قضاها في هذه الأرض مؤكّدًا تذكّرها بمودّة واستمطاره البركات الإلهيّة عليها.
أمّا الهديّة التي تركها البابا في السفارة البابويّة في إندونيسيا فهي عمل فنّيّ مصنوع بالكامل من الفسيفساء في الأردن، يمثّل شعار البابا. على الشعار البابويّ، يظهر رمز الرهبنة اليسوعيّة: شمس مشعّة يتوسّطها الاختصار IHS، يعلوه صليب، وفي القاعدة ثلاثة مسامير. هذا الاختصار تمّ تفسيره تاريخيًّا بطرق مختلفة: Iesus Hominum Salvator (يسوع مخلّص البشريّة)، أو In Hoc Signo Vinces إشارة إلى ذكرى قسطنطين؛ وقد فسّرها اليسوعيّون بـ Habemus Iesum Socium (لدينا يسوع كرفيق) وSocietas Iesu humilis (جمعيّة يسوع المتواضعة). هناك أيضًا نجمة، رمز للعذراء مريم، وزهرة الناردين، التي ترمز، في الأيقونات الإسبانيّة، إلى عفّة القدّيس يوسف. كما يظهر أيضًا الشعار البابويّ "Miserando atque eligendo"، ما معناه متواضع إنّما مُختار.