البابا فرنسيس في اختتام أعمال منتدى البحرين للحوار: لنعمل كي نكون صنّاعًا للوحدة والسّلام
"نعيش في أوقات ترتبط فيها البشريّة بوقت يختلف عن كلّ الأوقات، ونجد أنفسنا اليوم أمام بحرين متناقضين: بحر العيش المشترك وبحر اللّامبالاة الّذي تسوده الحروب والنّزاعات.
بعد حربين عالميّتين وباردة، بقى العالم حابسًا أنفاسه وما زلنا نجد أنفسنا على شفير الهاوية لأنّنا نجد أنفسنا أمام تناقضات خطيرة، كما أنّ الكثير من السّلطات يسعون وراء مصالحهم الخاصّة. وإن وصلنا في زيادة التّناقضات وعدم الاهتمام بثقافة الآخر وعدم الاستماع إلى صوت الفقراء والنّاس، لا يمكن أن نتقدّم لأنّنا إذا أبحرنا وحدنا ستتقاذفنا موجات البحر.
نحن هنا مؤمنين بالله والأخوّة، ولنركّز على تسوية الخلافات بين الشّرق والغرب، كما أنّ مصيبة الجوع وإهمال البيئة هي نتيجة إهمال بيتنا المشترك. لذلك سيوفّر لنا هذا المنتدى الفرصة بنشجع الإنسانيّة على الإبحار معًا.
إنّ الخطر الأكبر هو في ميل الإنسان على الانغلاق والأنا، لهذا إنّ الصّلاة وانفتاح القلب العليّ أمر أساسيّ، ويجب على المرء أن يكون شاهدًا ورسولاً.
ولكي يحصل هذا الأمر، يجب أن لا يكون هناك إكراه الدّينيّة وأن تكون الحرّيّة الدّينيّة مصانة ومن الضّروري أن نصلّي من أجل تحقيقها مع عدم وجود قيود عليها. ولا يمكن لمبرّرات القوّة أن تسود على العقل، ولا يكفي أن نقول إنّنا متسامحون إنّما يجب أن نعطي الآخر فرصة للتّسامح. وأن نربّي أنفسنا ونولي الأطفال أهمّيّة كبيرة من خلال التّربية الّتي تبدأ من العائلة ومن أهمّها التّربية على المواطنة. لذا يجب العمل على ترسيخ فكرة المواطنة والتّخلّي عن مفهوم الأقلّيّات الّذي يحمل الانعزال ويلغي استحقاقات الكثير من النّاس".
ودعا البابا فرنسيس إلى العمل على وقف الأعمال الإرهابيّة ومنع الدّعاية الإعلاميّة لها وإدانة التّطرّف بمختلف أشكاله وصوره، كي نلتقي بإسم الإنسان، داعيًا إلى وقف الحرب في أوكرانيا، قائلاً: "فلنعمل كي نكون صنّاعًا للوحدة والسّلام".