الفاتيكان
18 آذار 2025, 12:15

البابا فرنسيس: علينا أن نجرّد الكلمات من الأسلحة لكي نجرّد العقول والأرض من الأسلحة

تيلي لوميار/ نورسات
"علينا أن نجرّد الكلمات من الأسلحة، لكي نجرّد العقول من الأسلحة، ونجرّد الأرض من الأسلحة"، هذا ما حثّ عليه البابا فرنسيس وسائل الإعلام، داعيًا إيّاها على إدراك أهمّيّة الكلمات في إرساء السّلام.

كلام البابا جاء في رسالة وجّهها إلى مدير صحيفة كورييري ديلا سيرا لوتشيانو فونتانا، في ردّ على رسالته الّتي عبّر فيها عن قربه من الحبر الأعظم في زمن المرض هذا، والّتي طلب فيها منه تجديد نداءه من أجل السّلام ونزع السّلاح عبر صفحات الصّحيفة. وكتب البابا بحسب "فاتيكان نيوز":

أودّ أن أشكرك على كلماتك الّتي عبّرت بها عن قربك في زمن المرض هذا، الّذي قلت فيه أنّ الحرب تبدو أمرًا عبثيًّا أكثر من أيّ وقت مضى. إنّ الضّعف البشريّ، في الواقع، لديه القدرة على أن يجعلنا أكثر وضوحًا في التّمييز بين ما هو باقٍ وما هو زائل، بين ما يمنح الحياة وما يسبّب الموت. ربّما لهذا السّبب نحاول غالبًا إنكار حدودنا والهرب من مواجهة الأشخاص الضّعفاء والجَرحى، لأنّهم يملكون القدرة على التّشكيك في المسار الّذي اخترناه، سواء على المستوى الفرديّ أو الجماعيّ.

أودّ أن أشجّعك، وأشجّع جميع الّذين يكرّسون جهدهم وعقولهم لنقل الأخبار، من خلال وسائل الإعلام الّتي باتت تربط عالمنا في الزّمن الحقيقيّ، على إدراك أهمّيّة الكلمات. فالكلمات ليست مجرّد حروف تُقال، بل هي أفعال تُشكّل بيئتنا الإنسانيّة، إذ يمكنها أن توحّد أو تفرّق، أن تخدم الحقيقة أو تستغلّها. لذا، علينا أن نجرّد الكلمات من الأسلحة، لكي نجرّد العقول من الأسلحة، ونجرّد الأرض من الأسلحة. هناك حاجة ماسّة اليوم إلى التّأمّل، والهدوء، وإدراك تعقيد الواقع.

في حين أنّ الحرب لا تخلّف سوى الدّمار في الجماعات والبيئة بدون أن تقدّم حلولًا حقيقيّة للصّراعات، فإنّ الدّبلوماسيّة والمنظّمات الدّوليّة تحتاج إلى روح جديدة تمنحها المصداقيّة والدّيناميكيّة. كذلك يمكن للأديان أن تستقي من الرّوحانيّات العميقة للشّعوب، لكي تعيد إشعال الرّغبة في الأخوَّة والعدالة، والرّجاء في السّلام.

هذا كلّه يتطلّب التزامًا، وجهدًا، وصمتًا، وكلمات. لنشعر بأنّنا متّحدون في هذا المسعى، الّذي لن تتوقّف النّعمة السّماويّة عن إلهامه ومرافقته."