الفاتيكان
02 شباط 2019, 09:00

البابا فرنسيس: ثابروا في وقت اليأس

ترأّس البابا فرنسيس يوم الجمعة القدّاس الإلهيّ في كابلة بيت القدّيسة مرتا. وبعد الإنجيل، ألقى فرنسيس عظةً عند القراءة الأولى التي تقدّمها اللّيتورجيّة من الرّسالة إلى العبرانيّين، تعليم حول المثابرة في مسيرة الإيمان، وفي خدمة الرّبّ، فقال بحسب "فاتيكان نيوز":

"جميعنا نمرُّ في مراحل يأس ولحظات مُظلمة تبدو فيها جميع الأمور بدون معنى؛ ولكن في هذه الأوقات بالذّات ينبغي على المسيحيّين أن يثابروا ليبلغوا وعود الرّبّ بدون أن يسقطوا أو أن يتراجعوا. يتحدّث كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين، إلى المسيحيّين الذين يعبرون مرحلة مظلمة، مرحلة اضطهاد، وكذلك يمرُّ كلُّ فرد في مراحل إحباط لا يشعر فيها بشيء ونكون بحالة نوع من الانشطار في النّفس. لحظات يأس عاشها يسوع أيضًا.

إنّ الحياة المسيحيّة ليست مهرجانًا ولا عيدًا أو فرحة مستمرّة، للحياة المسيحيّة أوقات جميلة وأخرى سيّئة، أوقات فتور وانشطار يكون فيها كل شيء بلا معنى كما قلت سابقًا... إنّها لحظة يأس، وفي هذه اللّحظة إن كان بسبب الاضطهادات الداخليّة أو بسبب حالة النّفس الداخليّة يقول كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين: "وَإِنَّ بِكُم حاجَةً إِلى الصَّبرِ لِتَعمَلوا بِمَشيئَةِ اللهِ، فَتَحصُلوا عَلى المَوعِد".

 

ومن المهمّ تسليط الضّوء على عنصرين، كنوع من الوصفة ضدّ اليأس: الذّكرى والرّجاء. كما يشير الرّسول إلى أنّه ينبغي العودة أولّاً إلى ذكرى الأوقات الجميلة: الأيّام السّعيدة للقاء الرّبّ وزمن الحب، وثانيًا أن نتحلّى بالرّجاء بما قد وُعدنا به. فالحياة تقوم على هذه الأمور، أوقات جميلة وأخرى سيّئة، لكنَّ المهمَّ ألّا نسقط وألّا نتراجع عند الصّعوبات. علينا أن نقاوم في الأوقات السّيئة، ولكن هذه المقاومة هي مقاومة الذّكرى والرّجاء، مقاومة بواسطة القلب: عندما يفكِّر القلب باللحظات الجميلة يتنفّس، وعندما ينظر إلى الرّجاء يمكنه أن يتنفّس أيضًا. هذا ما يجب علينا فعله خلال لحظات اليأس لكي نجد أوّلًا التّعزية والعزاء الذي وعد به الرّبّ.

وختامًا أُذكّركم بزيارتي الرّسوليّة إلى ليتوانيا في أيلول الماضي، وكيف تأثّر بشجاعة العديد من المسيحيّين والعديد من الشّهداء الذين ثابروا في الإيمان. اليوم أيضًا نجد العديد من الرّجال والنّساء الذين يتألّمون بسبب الإيمان، ولكنّهم يتذكّرون اللّقاء مع يسوع ويتمتّعون بالرّجاء ويسيرون قدمًا.

وهذه هي النصيحة التي يعطيها كاتب الرّسالة إلى العبرانيّين خلال أوقات الاضطهاد أيضًا، عندما كان المسيحيّون يُضطهدون: "إِنَّ بِكُم حاجَةً إِلى الصَّبرِ". وحتّى عندما يهاجمنا الشّيطان بالتّجارب وببؤسنا علينا أن ننظر دائمًا إلى الرّبّ، وأن نتحلّى بمثابرة الصّليب متذكّرين لحظات الحبّ الأولى للقاء مع الرّبّ والرّجاء الذي ينتظرنا."