البابا فرنسيس: الوحدة أقوى من الانقسام والأخوّة أقوى من الحقد
"إذ أنتهز هذه الفرصة، في بداية رسالتكم، لأعترف بالعديد من الإسهامات الإيجابيّة الّتي تقدّمها بلدانكم في سبيل الخير العامّ في العالم، اسمحوا لي أن أُشير إلى المسؤوليّة الكبيرة الّتي نحملها معًا في حماية الأكثر ضعفًا من بين إخوتنا وأخواتنا. إنّ الضّرورة الملحَّة لأن نكون متنبّهين للأشدّ فقرًا بين مواطنينا هي واجب واضح نعبِّر عنه بشكل بليغ عندما، وفي احترام الاختلافات، نتّحد في تعزيز تنميتهم البشريّة المتكاملة؛ وهذه الوحدة تحمل اسمًا ملموسًا: أخوّة!
بما أنّه ينبغي علينا أن نواجه تحدّيات عالميّة ومُعقّدة من الجيد ان نسلِّط الضّوء على أهمّيّة الأخوّة لكي نعمل معًا على تأمين تعايش عادل وسلميّ لا يكون مجرّد استراتيجيّة اجتماعيّة- سياسيّة وإنّما مثال لذلك التّضامن الموجّه نحو الرّغبة المتبادلة في بلوغ هدف متشارك. يمكننا أن نرى هذه الأخوّة في الرّغبة العالميّة في الصّداقة بين الأشخاص والجماعات والدّول علمًا أنّه لا يمكننا أن نعتبرها أكيدة على الدّوام. من بين التّهديدات الكبيرة لهذا العيش معًا في تناغم نجد العنف والنّزاعات المسلّحة. بالرّغم من ذلك يعلّمنا الدّرس الأليم للانقسام والحقد أيضًا أنّ السّلام ممكن على الدّوام. إنّ حلَّ النّزاعات والمصالحة هما علامتان إيجابيّتان للوحدة الّتي هي أقوى من الانقسام والأخوّة الّتي هي أقوى من الحقد.
إنّه لأمر مشجِّع أن نرى الجهود القائمة في الجماعة الدّوليّة من أجل تخطّي أوضاع نزاع مسلّح وخلق مسيرات سلام وأن نرى كيف أنّ الحوار الأخويّ هو ضروريّ من أجل بلوغ هذا الهدف الثّمين. إنّ الحوار والشّفقة وانتشار ثقافة التّسامح وقبول الآخر والتّعايش بين البشر، هذه الأمور كلّها تساهم بشكل كبير في تخفيف العديد من المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة والبيئيّة الّتي تهدّد جزءًا كبيرًا من الجنس البشريّ.
أيّها السّفراء الأعزّاء، فيما تستعدّون لاستلام مسؤوليّاتكم الجديدة في خدمة بلدانكم، أؤكّد لكم تعاون ومساعدة مختلف مكاتب الكرسيّ الرّسوليّ. كونوا أكيدين من صلواتي الّتي ترافقها أمنياتي القلبيّة لرسالتكم المهمّة فيما أمنحكم مع عائلاتكم ومواطنيكم فيض البركات الإلهية".