الفاتيكان
21 شباط 2018, 07:30

البابا فرنسيس: الله يعانقنا حتّى إذا كنّا في حالة الهشاشة

في اليوم الرّابع من ك2/ يناير، التقى البابا فرنسيس بعدد من أطفال وفتيان رومانيا الّذين يحظون بدعم ومساعدة المنظّمة غير الحكومية "روّاد في التّربية" المرتبطة بكاريزما الكاهن غابريليه غيساني، والمعروف في إيطاليا بـ"دون غيساني"، وكان بينهم حوار نشرته أمس دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ بحسب "إذاعة الفاتيكان".

 

وفي التّفاصيل، سأله فتى عن سبب ترك والدته له في إحدى دور الأيتام، فأتى ردّ البابا الحكيم "الذّنب ليس ذنب البالغين إنّما يكمن في هشاشتهم الكبيرة وليدة البؤس والظّلم الاجتماعيّ، اللّذين يسحقان الصّغار والفقراء، هذا فضلاً عن الكمّ الهائل من الفقر الرّوحيّ. فهذه العوامل كلّها تؤثّر على قلب الإنسان ويمكن أن تحمل أمًّا على التّخلّي عن ابنها، مع أنّ الأمر يبدو مستحيلاً بالنّسبة لنا"، وأكّد للصّبيّ أنّ أمّه تحبّه لكنّها قد لا تعرف كيف تعبّر عن هذا الحبّ، حاثًّا إيّاه على التّمسّك بالرّجاء.

أمّا عن هشاشة البالغين وحبّهم للابن السّليم جسديًّا أكثر من المريض، فقال: "إنّ هؤلاء البالغين لم يساعَدوا، ولم يجدوا أيّ شخص يقف إلى جانبهم ويعلّمهم كيف يتغلّبون على هذه الهشاشة"، وعن المصير التّعيس للعديد من الأطفال فأوضح أنّنا "نستطيع أن ننظر إلى ما يجري من حولنا ونتألّم ونبكي لكن الله وحده قادر على إعطاء الأجوبة على تساؤلات من هذا النّوع... فتلاميذ يسوع سألوه عن الرّجل الّذي وُلد أعمى وقالوا له من أخطأ أهذا الرّجل أو وأبويه. فأجابهم الرّبّ مؤكّدًا أنّ هذا الرّجل وُلد هكذا كي تظهر فيه أعمال الله... والله ينظر إلى أوضاع البؤس والتّعاسة الّتي نعيشها ويريد أن يشفينا ويضمّد جراحنا".

هذا وأكّد البابا أنّ "المؤمن يذهب إلى الكنيسة حيث يقف أمام محضر الله كما هو. وينبغي أن يقول للرّبّ عندما يدخل إلى الكنيسة: يا ربّ إنّك تحبّني وأنا خاطئ. إرحمنا! ولفت البابا إلى أنّ يسوع يقول إنّ من يعترف بأنّه خاطئ أمام الله ويطلب رحمته تُغفر له خطاياه ويعود إلى بيته مبرّرًا... فالله يعمل في قلبنا كي تحلّ محبّته مكان أنانيّتنا".

من جهة ثانية، شدّد الأب الأقدس على أنّ "الله يريدنا أن نذهب جميعًا إلى الفردوس، وهو يبحث دومًا عن الخروف الضّالّ وعندما يجدنا يعانقنا حتّى إذا كنّا في حالة من الهشاشة وإذا كانت الخطايا قد دنّستنا، وإذا ما تركنا الجميع وتخلّت عنّا الحياة".