الفاتيكان
19 أيلول 2023, 05:55

البابا فرنسيس: الصّيادلة هم تلك اليد القريبة والممدودة الّتي تنقل الشّجاعة والقرب أيضًا

تيلي لوميار/ نورسات
أثنى البابا فرنسيس على عمل الصّيادلة واصفًا إيّاه بالرّسالة واليد القريبة الّتي تنقل الشّجاعة والقرب، وذلك خلال استقباله صباح الإثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرّسوليّ بالفاتيكان العاملين في صيدليّة الفاتيكان.

البابا الّذي عبّر عن سروره بهذا اللّقاء، ألقى كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "من الجميل أن ألتقي بكم مع اقتراب الذّكرى الخمسين بعد المائة لتأسيسكم. وبالعودة إلى جذور تاريخكم، يطيب لي أن أذكّر أن المؤسّسة حقّقت حلم البابا غريغوريوس السّادس عشر، وهو راهب من رهبان القدّيس روموالدو كان يدرك جيّدًا أهمّيّة الصّيدليّة الملحقة بالدّير. ثمّ كان الطّوباويّ بيوس التّاسع هو الّذي حقّق هذا الحلم، حيث عهد إلى الرّئيس العامّ لرهبانيّة القدّيس يوحنّا للرّبّ بمهمّة إنشاء صيدليّة في الفاتيكان. في الواقع، كانت الرّهبنة تفتخر بتقليد طويل في هذا المجال، من خلال صيدليّة الدّير الّتي كانت تقدّم أيضًا في العديد من الأماكن خدمة للأشخاص الخارجيّين. وهكذا تمّ اختيار أوزيبيو فرومر، راهب من رهبانيّة Fatebenefratelli، كأوّل صيدليّ، وبدأت قصّتكم الفريدة من نوعها.

وفي سياق الذّكرى أيضًا، ومن خلال تصفّح ألبوم الصّور معًا، من الجيّد أن نتذكّر لحظة مهمّة، وهي خدمة رهبانيّتكم خلال المجمع الفاتيكانيّ الثّاني. إذ وفي كلّ صباح، قبل بدء الجلسات المجمعيّة، كانت الصّيدليّة تكتظّ بالأساقفة من جميع الجنسيّات لشراء الأدوية، بينما كانت مجموعة صغيرة من المكرّسين تحاول أن تلبّي الطّلبات بلغات مختلفة، وكانت راهبتان ممرّضتان حاضرتين في نقطة الإسعافات الأوّليّة الثّابتة مع طبيب وحاملتي نقّالة لأيّ ضرورة أخرى. ونأتي إلى يومنا هذا، بصيدليّتكم الّتي لا تختلف عن غيرها فقط لأنّها مخصّصة للخدمة المباشرة لخليفة بطرس والكوريا الرّومانيّة، وإنّما أيضًا لأنّها مدعوّة إلى "تكملة المحبّة" من خلال قيامها بخدمة يجب أن تتميّز، بالإضافة إلى بيع الأدوية، باهتمامها بالأشخاص الأكثر ضعفًا والعناية بالمرضى. إنّه التزام لا يستهدف موظّفي الفاتيكان والمقيمين في مدينة الفاتيكان فحسب، وإنّما أيضًا الّذين يحتاجون إلى أدوية معيّنة، وغالبًا ما يصعب العثور عليها في مكان آخر.

أودّ أن أشكركم على هذا: شكرًا لرهبان  Fatebenefratelli، وللمعاونين العلمانيّين، وللصّيادلة والموظّفين، والّذين يعملون في المستودعات، وجميع الّذين يعاونون في هذا العمل. شكرًا لكم على احترافيّتكم وتفانيكم، وإنّما أيضًا على روح الاستقبال والجهوزيّة الّذي تقومون به بمهمّتكم، الّتي تتطلّب أحيانًا جهدًا واستعدادًا للتّضحية كما حدث بشكل خاصّ أثناء الوباء. إنّ الأمر ليس سهلاً عليكم، وليس سهلاً عمومًا على الصّيادلة، الّذين أفكّر فيهم في هذه اللّحظة والّذين أريد أن أوجّه فكري لهم. يأتي إليهم الكثير من الأشخاص، ولاسيّما المسنّين، الّذين غالبًا ما يحتاجون، في وتيرة اليوم المحمومة، بالإضافة إلى الدّواء، للاهتمام أو لابتسامة أو لكلمة تعزية. إنّ الصّيادلة هم تلك اليد القريبة والممدودة، الّتي لا تمرّر الأدوية فحسب، بل تنقل الشّجاعة والقرب أيضًا. شكرًا لكم ولجميع الصّيادلة على ذلك! إنّ عملكم ليس وظيفة، بل رسالة.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، سيروا قدمًا بسخاء، أنتم، يا جماعة  Fatebenefratelli، ويا أيّها الصّيادلة والمعاونون والموظّفون، لأنّه يمكنكم كلّ يوم أن تفعلوا الكثير من الخير، سواء لكي تجعلوا خدمة صيدليّة الفاتيكان أكثر فعّالة وحداثة أو لكي تظهروا تلك العناية المتنبّهة وذلك الاستقبال المُتأنّي اللّذان هما شهادة للإنجيل لجميع الّذين يتواصلون معكم. تحلّوا بالكثير من الصّبر، وتذكّروا أنّ الصّبر هو الاختبار الحقيقيّ للحبّ. وأخيرًا، نصيحة روحيّة صغيرة: بين الحين والآخر ارفعوا أعينكم نحو المصلوب، ووجّهوا نظركم نحو الإله المتألّم والمجروح. إنّ الخدمة الّتي تقدّمونها للمرضى هي خدمة له، ومن الجميل أن تستقوا من الطّبيب السّماويّ الصّبر واللّطف، والقوّة لكي تحبّوا بدون كلل. في مدرسته، ومن منبر الصّليب إلى طاولة الصّيدليّة، كونوا أنتم أيضًا كلّ يوم موزّعي رحمة. أبارككم وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي."