الفاتيكان
10 كانون الثاني 2020, 08:50

البابا فرنسيس: السّلام الحقيقيّ يُزرع في القلب

تيلي لوميار/ نورسات
"السّلام الحقيقيّ يُزرع في القلب"، هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته صباح الخميس خلال القدّاس الإلهيّ في كابيلا القدّيسة مرتا، فأسهب قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز":

"لا يمكننا أن نكون مسيحيّين إذا كنّا نزرع بذور الحرب في العائلة وفي حيّنا وفي مكان عملنا: ليعطنا الرّبّ الرّوح القدس لكي نبقى فيه ولكي يعلّمنا أن نحبّ من دون القيام بالحرب على الآخرين.

عندما نتكلّم عن السّلام نفكّرُ دائمًا بالحروب، أيّ ألّا توجد في العالم حروب، أن يكونَ في العالمِ سلام، هي الصّور الّتي تأتينا دائمًا، صورة السّلام وليس الحرب، ولكن في ذاك البلد وفي ذلك الوضع أيضًا، وفي هذه الأيّام الّتي نار الحرب فيها مشتعلة، يذهب العقل دائمًا إلى تلك البلاد عندما نتحدّث عن السّلام، وعندما نصلّي ونطلب من الرّبّ أن يعطينا السّلام أيضًا. هذا جيّد أيضًا ويجب علينا أن نصلّي من أجل السّلام في العالم ويجب أن نرى دائمًا عطيّة الله هذه "السّلام" ونطلبها للجميع.

لنسأل أنفسنا، كيف حال السّلام في البيت وإذا كانت قلوبنا في سلام أم قلقة، أو إذا كانت في حرب، أو في توتّر للحصول على شيء إضافيّ أو للسّيطرة. إنّ سلام النّاس أو سلام البلاد يُزرع في القلب وإذا لم نكن نملك سلامًا في قلوبنا كيف من الممكن أن يكون سلامٌ في العالم. 

إنّ الحبّ الحقيقيّ هو ليس الّذي في القصص أو في العروض المسرحيّة ولكنّه ذلك الّذي يدفع إلى التّكلّم عن الآخرين بصورة حسنة فإذا لم نكن نستطيع أن نتكلمّ جيّدًا عن الآخر لنغلق فمنا ولا نتحدّث بالسّوء ولا نقول الأشياء السّيّئة، لأنّ التّحدّث بالسّوء هو الحرب. إنّ الحبّ يُرى في الأشياء الصّغيرة... إذا كانت هناك حرب في داخلي فستنتقل إلى عائلتي وإلى الحيّ الّذي أسكن فيه وإلى عملي أيضًا. إنّ الغيرة والحسد والثّرثرة تدفعنا إلى حربٍ أحدنا ضدّ الآخر، وتؤدّي إلى التّدمير فإنّها مثل الأوساخ".

ودعا البابا إلى التّأمّل في "كم من مرّة نتحدّث فيها بروح السّلام وكم من مرّة بروح الحرب وكم من مرّة نكون قادرين على أن قول "إنّ كلّ واحد منّا لديه أخطاؤه، أنا أنظر إلى أخطائي والآخرين لديهم أخطاؤهم.

في العادة أسلوبنا في التّصرّف في العائلة، وفي الحيّ، وفي مكان العمل، هو أسلوب للقيام بالحرب أيّ تدمير الآخر، تشويه سمعته. وهذه ليست محبّة وليست السّلام الّذي طلبناه في صلاتنا. عندما نقوم بهذا لا يكون الرّوح القدس فينا. وهذا يحصل لكلّ واحد منّا، أكان علمانيًّا أو كاهنًا أو راهبًا أو مطرانًا أو حتّى البابا نقوم بإدنة الآخر. هذه هي تجارب الشّيطان للقيام بالحرب.

عندما يتمكّن الشيّطان من أن يجعلنا نقوم بالحرب وإشعال نيران الحرب، يصبح سعيدًا. ولن يكون في حاجة لعمل شيء آخر فنحن من بعده سنقوم بالعمل لتدمير بعضنا البعض، وسنحمل الحرب قدمًا، مدمّرين أنفسنا بالأوّل من ثمّ الآخرين لأنّنا قمنا بنزع المحبّة."

وأنهى البابا عظته داعيًا إلى الصّلاة من أجل السّلام الّذي هو عطيّة من الرّوحِ القدس كي نبقى في الرّبّ.