البابا فرنسيس: الرّبّ هو الصّخرة ومن يضع ثقته به يعيش بأمان على الدّوام

"إنّ الرّبّ يسوع، في إنجيل اليوم، يقدّم مقارنة بين إنسان حكيم وآخر جاهل: فقد جعل الأوّل من الرّبّ ركيزة لحياته، بانيًا بيته على الصّخرة، أمّا الآخر فلا يصغي إلى كلمة الله ويعيش على المظاهر، ويبني بذلك بيته على أساس ضعيف، كالرّمال. لذا يجب التّفكير بالحكمة والضّعف، أيّ على التّأمّل بالأمور الّتي ينبغي أن نبني عليها رجاءنا وحياتنا وما يُشعرنا بالأمان، طالبين من الله أن يمنحنا نعمة التّمييز بين الصّخرة والرّمال. إنّ الرّبّ هو الصّخرة ومن يضع ثقته به يعيش بأمان على الدّوام، لأنّ بيته مبنيّ على الصّخر. إنّ الرّبّ يسوع، في إنجيل اليوم، يضرب مثل الرّجل الحكيم والرّجل الجاهل، فالحكيم بنى بيته على الصّخرة، أيّ على الثّقة بالرّبّ وعلى الأمور الجيّدة، وبهذه الطّريقة تُبنى حياتنا على أسس متينة، راسخة وصلبة.

إنّ الرّجل الحكيم هو من يبني بيته على الصّخرة، خلافًا للرّجل الجاهل الّذي اختار الرّمال المتحرّكة أساسًا لبيته وبعدها انهمرت الأمطار وهبّت العواصف فانهار البيت وكان انهياره عظيمًا. إنّ هذا ما يحصل في يومنا هذا عندما تُشيّد المباني على أسس غير صلبة فتنهار. وفي حياتنا يحصل الشّيء نفسه عندما لا تكون الأسس متينة: تهبّ العواصف، وهذا ما يحصل في حياة كلّ واحد منّا، ولا نقدر على مقاومتها. إنّ تغيير الحياة يعني تغيير أسسها، إذ لا بدّ من بنائها على الصّخرة الّتي هي يسوع. إحذروا من أن يسعى الإنسان إلى تجميل حياته من الخارج، أيّ الاعتناء بالأمور الظّاهرة وحسب بدون النّظر في العمق، لأنّه بهذه الطّريقة تنهار الحياة المسيحيّة.

إنّ الإنسان الّذي يُقرّ بأنه خاطئ وضعيفٌ وبحاجة إلى الخلاص يُظهر أنّ حياته مبنيّة على الصّخرة، لأنّه يؤمن بيسوع ويعتمد عليه. إحذروا من خطر بناء حياتكم على الأمور العابرة، وعلى المظاهر والادّعاء بأنّ كلّ شيء على ما يرام، سيروا باتّجاه الصّخرة الّتي يكمن فيها خلاصنا". 

وأنهى متمنّيًا أن يفكّر المؤمنون، في زمن المجيء، بالأساس الّذي يريدونه لحياتهم طالبين من الرّبّ نعمة التّمييز بين الصّخرة الصّلبة والرّمال المتحرّكة.