الفاتيكان
30 كانون الأول 2019, 06:55

البابا فرنسيس: الإنجيل هو أساس قداسة العائلة

تيلي لوميار/ نورسات
توقّف البابا فرنسيس، قبل صلاة التّبشير الملائكيّ، عند عائلة الناصّرة "المقدّسة" "والّتي تدخل صمن بيئة القداسة الّتي هي عطيّة من الله، لكنّها في الوقت نفسه تجاوب حرّ ومسؤول مع مخطّطه، وتساءل البابا "كيف يسعنا ألّا نندهش أمام وداعة مريم حيال عمل الرّوح القدس الّذي طلب منها أن تصير أمّ المسيح؟"، وأضاف بحسب "فاتيكان نيوز"، مؤكّدًا أنّ "مريم كانت، شأن كلّ فتاة شابّة، ترغب في تحقيق مشروع حياتها وتتزوّج مع يوسف. لكن عندما أدركت أنّ الله يدعوها إلى مهمّة خاصّة، لم تتردّد في اعتبار نفسها "أَمَة". وقال الرّبّ يسوع عنها، لأنّها مطيعة لله ولا لكونها والدته، "طوبى لمن يسمعون كلمة الله ويعلمون بها". وعندما لم تفهم مريم بالكامل الأحداث الّتي عاشتها تأمّلت بصمت بالمبادرة الإلهيّة، فكّرت بها وسجدت لها. وحضورها عند الصّليب يجسّد هذه الجهوزيّة التّامّة".

أمّا القدّيس يوسف فقال البابا: "لم يحدّثنا الإنجيل عن كلمة واحدة نطق بها: إنّه لم يتكلّم، بل تصرّف مطيعًا. كان رجل الصّمت والطّاعة... إنّ إنجيل اليوم يذكّرنا بطاعة القدّيس يوسف البارّ، لدى الهروب إلى مصر، ثمّ العودة إلى أرض إسرائيل. وتحت إشراف الله، الممثّل بالملاك، أبعد يوسف عائلته عن تهديدات الملك هيرودس. وبهذه الطّريقة تتضامن العائلة المقدّسة مع كلّ عائلات العالم المرغمة على الهروب، وتتضامن مع جميع الأشخاص المرغمين على ترك أرضهم بسبب القمع والعنف والحروب.

أمّا يسوع فكان مشيئة الآب، وهذا ما تجلّى خلال حياته الأرضيّة عندما قال إنّه يتغذّى من صنع مشيئة من أرسله، وعندما استسلم لمشيئة الآب في بستان الزّيتون... إنّ عائلة النّاصرة استجابت لمشيئة الآب، وتعاون أفرادها الثّلاثة في اكتشاف وتحقيق مخطّط الله".  

وتساءل البابا ما إذا كان أفراد العائلات يتواصلون مع بعضهم البعض اليوم بعيدًا عن الانغلاق على ذواتهم، مشدّدًا على أنّه "لا بدّ أن يفعلوا ذلك اليوم في عيد العائلة المقدّسة"، متمنّيًا "أن تكون هذه العائلة مثالاً لعائلاتنا، كي يتمكّن الوالدون والبنون من مساعدة بعضهم البعض على العيش بحسب الإنجيل الّذي هو أساس قداسة العائلة."

وفي ختام الصّلاة، رفع البابا الصّلاة على نيّة ضحايا الاعتداء الإرهابيّ الّذي وقع بالأمس في مقديشو، مسفرًا عن سقوط أكثر من سبعين قتيلاً، وعبّر عن قربه من عائلات الضّحايا ومن فقدوا أحبّاءهم في الهجوم.