الفاتيكان
17 تشرين الأول 2018, 10:36

البابا فرنسيس: إنّ الفقراء ينتظرون منّا مساعدة فعّالة تنتشلهم من بؤسهم

لمناسبة يوم الأغذية العالميّ، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى مدير عامّ منظّمة الأغذية والزّراعة للأمم المتّحدة البروفيسور جوزيه غراسيانو دا سيلفا، جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

 

"إنّ الاحتفال السّنويّ بيوم الأغذية العالميّ يسلّط الضّوء في الإطار الدّوليّ الحاليّ على احتياجات وقلق وآمال ملايين الأشخاص الّذين ينقصهم القوت اليوميّ، وأشار إلى ازديادٍ وللأسف، في العدد الهائل للأشخاص الّذين ليس لديهم ما يأكلون، وإلى أنّ الإحصاءات الأخيرة تُظهر بشكل مثير للقلق أنّ التّضامن الدّوليّ يبدو في فتور. إنّ موضوع يوم الأغذية العالميّ للعامّ الحاليّ "أفعالنا هي مستقبلنا. القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن"، يصبح دعوة ملحّة للمسؤوليّة لجميع الفاعلين الّذين يتشاركون أهداف أجندة 2030 للتّنمية المستدامة، ونداء قويًّا للخروج من الخمود الّذي غالبًا ما يشلّنا ويكبحنا. إنّنا مدعوّون جميعًا، وبشكل خاصّ الفاو والدّول الأعضاء فيها، والهيئات والمؤسّسات الوطنيّة والدّوليّة، وأيضًا المجتمع المدنيّ وكلّ شخص ذي إرادة طيّبة، إلى مضاعفة جهودنا لكي لا ينقص لدى أحد الطّعام الضّروريّ، في الكمّيّة والنّوعيّة.

إنّ الفقراء ينتظرون منّا مساعدة فعّالة تنتشلهم من بؤسهم، وإنّه في القرن الحادي والعشرين الّذي شهد تقدّمًا ملحوظًا في مجال التّقنيّة والعلم والاتّصالات والبنى التّحتيّة، علينا أن نشعر بالخجل لعدم التّمكّن من بلوغ التّقدّم نفسه في الإنسانيّة والتّضامن، من أجل سدّ الاحتياجات الأوّليّة للأكثر عوزًا. من هنا ضرورة العمل لإزالة آفة الجوع بشكل كامل، وذلك يتطلّب سياسات تعاون من أجل التّنمية تكون موجّهة، كما تشير أجندة 2030، إلى الاحتياجات الملموسة للفقراء.

بإمكاننا أن نحلم بمستقبل خاليًا من الجوع، ولكن فقط إذا التزمنا بمسيرات ملموسة وعلاقات حيويّة وخطط عمليّة وأعمال فعليّة. إنّ مبادرة القضاء على الجوع 2030 تقدّم إطارًا ملائمًا لهذا الالتزام، وتخدم بدون شكّ، تحقيق الهدف الثّاني من أهداف التّنمية المستدامة لأجندة 2030 والّذي يرمي إلى "القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائيّ والتّغذية المحسّنة وتعزيز الزّراعة المستدامة". إنّ الفقراء لا يستطيعون الانتظار، فأوضاعهم المأساويّة لا تسمح بذلك. ولذا فمن الضّروريّ العمل بشكل عاجل، منسَّق ومنظّم. وحتّى العام 2030، هناك اثنتا عشرة سنة للقيام بعمل نشيط وراسخ من أجل مواجهة الجوع وأسبابه، ذلك من خلال التّضامن والعدالة.

إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة ومن خلال القيام برسالتها، تكافح يوميًّا في العالم كلّه ضدّ الجوع وسوء التّغذية، وذلك بأشكال عديدة ومن خلال جمعيّاتها المتعدّدة، ومذكّرةً بأنّ الأشخاص الّذين يعانون من البؤس لا يختلفون عنّا، وهم يستحقّون يدًا صديقة تغيثهم وتساعدهم، كي لا يكون أحد متروكًا، وكي يكون للأخوّة في العالم حقّ المواطنة، وتكون أكثر من مجرّد شعار جذّاب".