البابا فرنسيس: أنا واثق بأنّ الكلّ يريد السّلام، خصوصًا في عالم يشهد حروبًا كثيرة
"بشأن ما يمكن أن يفعله الشّبان في عالم اليوم من أعمال ملموسة ولماذا يبدو لنا أن الله يميّز بين الأشخاص، إنّ التّمييز يقوم به الإنسان، ما يولّد الألم والفقر.
لماذا يوجد اليوم في العالم عدد كبير من الأطفال الجائعين؟ والسّبب يعود إلى النّظام الاقتصاديّ المجحف الذي يولدّ المزيد من الفقراء يوميًّا؛ والإنجيل ووصية الرّب تدعونا إلى الاهتمام بالفقراء والضّعفاء. وأنا واثق بأنّ الكلّ يريد السّلام، خصوصًا في عالم يشهد حروبًا كثيرة، كما يحصل في اليمن وسورية وأفغانستان. وانتشار السّلاح هو أيضًا المشكلة، والمسؤوليّة تقع على بعض الدّول الغربيّة التي تبيع الأسلحة إلى تلك البلدان. أنا أُشجّع التّلاميذ على عدم ممارسة التّنمّر في المدرسة ضدّ الفتيان الضّعفاء."
وفي معرض إجابته على سؤال طرحته عليه إحدى المدرّسات بشأن كيفيّة نقل القيم المتجذّرة في الثّقافة المسيحيّة والتّربية على اللّقاء مع باقي الثّقافات، توقّف فرنسيس عند كلمة تجذّر، وقال مؤكّدًا: "إنّ الجذور تتطلب أمرين أساسيّين الأرض والذّاكرة، قبل الإشارة إلى القيم الإنسانيّة والمسيحيّة. وإنّ هذه القيم لا تعني الانغلاق على الحاضر والتّقوقع ضمن حلقة الخوف. وأحثّكم على الغوص في الجذور وأخذ العصارة والعمل على تنميتها. وهذه النّبتة ينبغي أن تُروى من عمل الإنسان وجهده والتّعامل مع الحاضر مع الحفاظ في الوقت نفسه على ذاكرة الماضي. ويلعب المسنّون دورًا هامًّا في هذا السّياق. وهنا أحدّثكم أيضًا عن الهويّة لأنّه لا يمكن للمرء أن يصنع ثقافة الحوار إن لم تكن لديه هويّته الخاصّة. ومن الضّروري أن نرفع الشّكر لله على المجتمع المتعدّد الأعراق والثّقافات، وعلى الغنى وعلى الحوار بين الثّقافات والأشخاص والأعراق. وأشجّع المدرّسين على مساعدة الأجيال الفتية على النّموّ ضمن ثقافة اللّقاء."
وردًّا على سؤال إحدى المدرّسات حول ضرورة أن يكون المعلّم مثالًا يحتذي به التّلامذة، قال البابا: "إنه من الأهميّة بمكان أن يقدّم المدرّس شهادة لتلاميذه. وهذا الأمر يتطلّب بذل الذّات، كما لا بدّ أن تكون النّصائح مرفقةً بالمساعدة والعضد. وإنّ المُدرّس العاجز عن تقديم شهادة لتلاميذه عليه أن يتغيّر، إمّا أن يبحث عن مهنة أخرى."
وفي سياق إجابته على سؤال أمّ أحد التّلامذة بشأن كيفيّة تشجيع البنين على الإيمان بأنّ العالم يمكن أن يتغيّر، وأنه باستطاعتهم أن يكونوا أفضل من ذويهم سطّر فرنسيس أهميّة معانقة الفتيان، وأردف معلّلًا: "إنّ المكوث بقرب الفتيان ضروريّ لأنّهم يحتاجون إلى قدوة. أمّا الشبّان فهم مدعوّون بدورهم إلى السّير قدمًا، لكن ليس بمفردهم بل ضمن مجموعات. وهنا أذكّركم بالقول المأثور: "إذا أردت أن تذهب مسرعًا اذهب لوحدك، أمّا إذا شئت أن تتأكّد من الوصول فاذهب ضمن مجموعة". وهنا تكمن أهميّة ودور الأصدقاء الذين يمدّون يد المساعدة إلى بعضهم البعض. وأشجّعُ في هذا السّياق الوالدين على عدم الخوف من الوحدة عندما يكبر أبناؤكم. وأخيرًا، أوجّه كلمة شكر إلى الأساتذة والمربّين على الجهود التي يبذلونها من أجل أجيال الغد."