الفاتيكان
18 أيار 2018, 13:48

البابا فرنسيس: "أحببني، إرع، واستعدّ"

محبّة، ورعاية القطيع والاستعداد للصّليب، ولاسيّما عدم الوقوع في تجربة التّدخُّل في حياة الآخرين هي المواضيع الّتي ركّز عليها البابا فرنسيس في عظته الصّباحيّة اليوم.

 

وانطلق الأب الأقدس بحسب "إذاعة الفاتيكان"، من كلمة يسوع لبطرس "إتبعني" في الإنجيل الذي تقدّمه لنا اللّيتورجيّة اليوم من القدّيس يوحنّا، والّذي يقدّم لنا حوار يسوع وبطرس عند بحيرة طبريّا. ووصف اللّقاء بـ"المفعم بالذّكريات لسمعان ابن يونا: منذ أن غيّر له الرّبّ اسمه، مرورًا بلحظات الضّعف وصولاً إلى صياح الدّيك. مسيرة ذهنيّة يريدها الرّبّ لكلّ فرد منّا لكي يتذكّر المسيرة الّتي قام بها معه".

وتوقّف الأب الأقدس في عظته عند الكلمات الّتي وجّهها يسوع لبطرس: "أحببني، إرع، واستعدّ"، وقال: "أوّلاً الحبّ، القاعدة الأساسيّة لنكون تلاميذ حقيقيّين لابن الله ومن ثمّ رعاية القطيع والاعتناء به لأنّ هذه هي هويّة الرّاعي الحقيقيّة، هويّة الأسقف والكاهن. "أحببني، إرع واستعدّ"، أحببني أكثر من الآخرين، أحببني كما يمكنك ولكن أحببني. هذا ما يطلبه الرّبّ من الرّعاة ويطلبه منّا أيضًا. أحببني؛ إنَّ الخطوة الأولى في الحوار مع الرّبّ هي الحبّ!

إنّ الذين يعانقون الرّبّ هم موجّهون للاستشهاد وحمل الصّليب وليسيروا إلى حيث لا يشاؤون. ولكن هذه هي البوصلة الّتي توجّه مسيرة الرّاعي. استعدَّ للمحن، استعدّ لترك كلّ شيء ولكي يأتي آخر ويقوم بأمور مختلفة. استعدّ لبذل الحياة هذا. سيحملونك على درب الإهانات وربّما على درب الاستشهاد. وأولئك الّذين كانوا يمجّدونك عندما كنت راعٍ ويتحدّثون عنك بالخير هم يستغيبونك الآن لأن الّذي أخذ مكانك يبدو أفضل منك. إستعدّ! إستعدّ للصّليب عندما سيمضون بك إلى حيث لا تشاء. "أحببني، إرع، واستعدّ"، هذه هي بوصلة الرّاعي.

إنّ الجزء الأخير من إنجيل القدّيس يوحنّا يجعلنا نفكّر حول تجربة منتشرة جدًّا: الرّغبة في التّدخُّل في حياة الآخرين وعدم الاكتفاء بالنّظر إلى أمورنا الخاصّة وقال إهتمّ بأمورك ولا تتدخّل في حياة الآخرين، إنّ الرّاعي يحبّ ويرعى ويستعدّ للصّليب والتّجرّد ولا يتدخّل في حياة الآخرين ولا يضيّع وقته في التّحالفات. الرّاعي يحبّ ويرعى القطيع ويستعدّ ولا يقع في التّجربة!".