العالم
12 تموز 2024, 09:30

البابا سيجد كنيسة "قويّة ومتعدّدة الثقافات" في بابوا غينيا الجديدة

تيلي لوميار/ نورسات
بينما يستعدّ البابا فرنسيس لزيارة بابوا غينيا الجديدة في أيلول/سبتمبر، يشارك الرئيس العامّ لمرسلي القلب الأقدس التحدّيات الحاليّة التي تواجه المجتمع المسيحيّ في الدولة الجزيرة، فضلًا عن ظهور الدعوات المحلّيّة، مع "فاتيكان نيوز".

 

أخبر الأب ماريو ألفارادو توفار، رئيس عامّ جمعيّة "مرسلو القلب الأقدس" "فاتيكان نيوز" عن أصول الرسالة في بابوا غينيا الجديدة التي يقصدها الأب الأقدس بين السادس والتاسع من أيلول/سبتمبر المقبل من ضمن رحلته الرسوليّة الأطول التي تشمل أكثر من بلدٍ في آسيا وأوقيانوسيا.  

أخبر الأب توفار أنّ مرسلي القلب الأقدس أرسلوا إلى بابوا غينيا الجديدة في خلال حياة مؤسّسهم الأب جول شوفالييه. تلقّوا تفويضهم التبشيريّ في أواخر سبعينيّات القرن التاسع عشر.

بعد محاولة أولى لتأسيس أنفسهم في الجزيرة في عام 1881، احتفل المرسلون بالقدّاس الأوّل هناك في 4 تمّوز/يوليو 1885، وأنشأوا العديد من البعثات على الساحل الجنوبيّ، بين قبيلتي رورو وميكيو.

وقال الأب إنّ العام 1881، شكّل بداية العصر الحديث للكنيسة في بابوا غينيا الجديدة، فقد كان للكنيسة وجود أدنى قبل ذلك، بالتالي، فإنّ مرسلي القلب الأقدس هم بمثابة روّاد النموّ الكنسيّ في الجزيرة.  

يصف المرسل المولود في غواتيمالا بابوا غينيا الجديدةَ بأنّها عالم متعدّد الثقافات، والكنيسة هناك بأنّها متعدّدة الألوان واللغات والأعراق بكلّ معنى الكلمة. قال الأب ألفارادو: "هناك قول مأثور يصف بابوا غينيا الجديدة بأنّها ]أرض غير المتوقّع[".

هي دولة ذات تقاليد ثقافيّة قديمة جدًّا ومع طريقة حياة مختلفة تمامًا عن العالم الغربيّ.

وقال: "سيجد البابا فرنسيس كنيسة ذات ممارسة إيمانيّة قويّة، ولكن على غرار بابوا غينيا الجديدة، وجزر غينيا الجديدة، والبَرّ الرئيس، والمرتفعات، والمناطق الساحليّة". "هذه شعوب قديمة جدًّا ذات تقاليد قديمة جدًّا. نحن بحاجة إلى تغيير بطاقة SIM في رؤوسنا عندما نصل إلى بابوا غينيا الجديدة".

في إشارة إلى الواقع الكنسيّ الذي سيواجهه البابا فرنسيس في بابوا غينيا الجديدة، أشار الأب ألفارادو إلى أنّها كنيسة فيها العديد من الطقوس والرقصات، ولدت من عالم ريفيّ من الغابات والأنهار وصيد الأسماك والصيد.

"نحن المرسلين لدينا مقاطعة فيها أكثر من 115 مرسلًا، جميعهم من السكّان الأصليّين، وهناك العديد من الجمعيّات الرهبانيّة في كنيسة بابوا غينيا الجديدة. إنّه شعب بسيط جدًّا بهذا المعنى، لكنّه متعدّد الثقافات، متعدّد اللغات، متعدّد الألوان. من الصعب وصفه بالكلمات، ولكن هناك إيقاع زمنيّ يتّضح فيه ما نقوله في البعثات: الناس لديهم الوقت، ونحن لدينا الساعات. بالنسبة إليهم، الوقت موجود دائما. هذا هو شعب غينيا الجديدة العظيم".

من بين التحدّيات التي واجهها المرسلون في أثناء الإعلان الأوّليّ للإنجيل كانت ثقافة بابوا، التي كان من الصعب فهمها، بما في ذلك ممارسات مثل أكل لحوم البشر، والقضايا الصحّيّة، ونقص البنية التحتيّة، والعالم الثقافيّ والدينيّ لسكّان الجزيرة.

"في البداية، وجدت ممارسات أكل لحوم البشر، والتي اختفت الآن عمليًّا"، قال الأب ألفارادو، كما وجدت تحدّيات كبيرة من حيث الصحّة، كان ذلك وقت الملاريا والأمراض لأنّ هؤلاء القوم عاشوا تقريبًا من دون اتّصالٍ بالغرب. بالإضافة إلى غياب الطرق والبنى التحتيّة. علاوةً على صعوبة الموافقة بين الإنجيل الحاضر هناك منذ زمنٍ بعيد، ويسوع الحاضر وبذور ملكوت السموات التي كانت هناك، ولكن مع ممارساتٍ غير مؤاتية للانسجام.  

واليوم، شدّد الأب ألفارادو على أنْ، "تمّ إحراز تقدّم كبير في بابوا غينيا الجديدة، وأنْ هناك كنيسة قويّة في الجزيرة. ومع ذلك، فالجزيرة تواجه تحدّيات مثل تلك الموجودة في جميع أنحاء العالم، مثل تغيّر المناخ، والتعدين من دون احترام المجتمعات المحلّيّة، والفقر المنهجيّ".  

أوضح الأب ألفارادو أنْ، نتيجة لإعلان الإنجيل، ظهرت دعوات محلّيّة مختلفة بين سكّان بابوا. حتّى أنّ السلطات المختصّة تتابع دعوى تقديس بيتر توروت، الطوباويّ المحلّيّ الأوّل، وهو مرسل علمانيّ للقلب الأقدس استشهد في أربعينيّات القرن العشرين، حوالى العام 1945 وأعلن طوباويًّا سنة 1995.  

وقال: "سيجد البابا فرنسيس أساقفة وكهنة محليّين"، "عندنا أيضًا بيوت تكوين فيها دعوات رهبانيّة من السكّان الأصليّين، ولدينا دعوات أبرشيّة وعلمانيّين ملتزمين. هذا ليس مستحيلًا، لكنّه يتطلّب "خلع نعالنا" على أرض مقدّسة مثل بابوا غينيا الجديدة وتغيير أُطُرنا الخاصّة كمرسلين. نحن بحاجة إلى ولوج الثقافة وتعزيز الإنجيل من الداخل. هذا هو أحد أكثر مقترحات البابا اتّساقًا للمرسلين".