البابا تواضروس: يوم الجمعة العظيمة ليس له مثيل في التّاريخ
"انّ التاريخ الإنساني كلّه، بكل تفاصيله منذ بدايات الحضارة وحتى اليوم وحتى نهاية الزمن، لا يوجد مثيل لهذا اليوم على الاطلاق هذا اليوم؛ وهذا الصليب لم يكمن مجرّد حدث وقع وانتهى. ولكن الصّليب عظمته في هذا اليوم أنّ هذا الصليب انتظرته كل الأجيال واستعدّت له كل الأجيال السابقة وأمّا الأجيال اللاحقة للصليب فقدت تمسّكت به وجعلته عنواناً لحياتها. بلا شك الجو يوم الصليب كان يوم حزيناً ويوماً صاخباً وليس في الهدوء الذي نحياه اليوم؛ وكان في العهد القديم عندما يصلبون انساناً يقف هذا الانسان ويرسل شتائم وعبارات رديئة للذين يصلبونه. والمسيح عندما تعرّض لكل هذه الالامات التي يجب ان نحملها جميعاً، هو حملها بدلاً عنّا على عود الصليب وبدلاً عنا حمل خطايانا؛ وهذه الكلمة يا أخواتي ليست مجرّد كلمة وبلاغة ولكن بالحقيقة خطيتك وخطيتي حملها المسيح على الصليب؛ وان أردت أن تتيقّن ذلك فأنظر الى أكليل الشوك، فأكاليل الشوك الممتلئ شوكاً هو تعبير عن حمل الخطايا. ولم يحملها في جسده فقط بل حملها فوق رأسه كان المسيح رغم ما تمّ فيه من أحداث الصليب ولكن لم يصدر عنه عنفاً أو صراخاً، ولكن ما صدر عن المسيح كانت معجزة وصلاة جميلة وهادئة. وكانت هذه الصلاة ممتلئة بالوادعة وبالحق كانوا لا يعلمون ماذا يفعلون. انّ المسيح رفع عنّا هذه الخطية، غفران المسيح على الصليب يعطينا نعمة وقوّة، خاصّةً لكل أحد فينا ليغفر ويسامح الأخرين. فالصّليب يختصر حياتنا العقائديّة الايمانيّة في عدة أبعاد، الأول أنّ الصليب قوة الله للخلاص وذبيحة المسيح الممتدة عبر الزمن والصليب الطريق الوحيد لبلوغ القيامة، والبعد الثّاني هو أن تفتخر بصليب المسيح فقط، والبعد الأخير أنّنا نرى في الصّليب وصيّة محبّة كل النّاس."