البابا تواضروس في عيد الغطاس: إحفظ بلادنا وبيوتنا يا ربّ
"أتقدّم بالتّهنئة بعيد الغطاس لجموع الشّعب القبطيّ في مصر والخارج. إنّ عيد الغطاس له أسماء عديدة؛ فهو يُطلق عليه "عيد النّور" أو "عيد العماد" وهو "عيد الظّهور الإلهيّ" أيضًا، وهو عيد للفرح.
وأنا أُصلّي دائمًا أن يحفظ الله بلادنا من كلّ سوء وأن يعطينا السّلام في أرضنا ومنازلنا وكلّ حياتنا، وألّا تكون الأعياد مجرّد مناسبات عابرة بل نفرح دائمًا بالحقّ.
وإنّ عيد الغطاس هو عيد فرح على المستوى التّاريخيّ بظهور يوحنّا المعمدان، وكان شخصًا غريبًا على المجتمع من حيث ملبسه وأسلوب حياته ورسالته، وهو ابن زكريّا الذي بشّره الملاك بميلاده، ومجيئه كان مجيء فرح لكلّ أهله وقبيلته، حتّى أنّ السّيّد المسيح قال عنه "إنّه أعظم مواليد النّساء".
إنّ القدّيس يوحنّا المعمدان كان ينادي بالتّوبة ويقول "توبوا لأنّه اقترب منكم ملكوت اللّه"، وكان يتنبّأ بعمل المسيح الذي سيأتي بعد ذلك ليعمد بهدف "مغفرة الخطايا"، علمًا أنّ القدّيس يوحنّا المعمدان كان يتميّز بالاتّضاع الشّديد.
وإنّ ممارسة سرّ المعموديّة هو سبب فرح لكلّ الأسرة، وتُسميّه الكنيسة "يوم الميلاد السّمائيّ"، فتصبح ممارسة سرّ المعموديّة الباب الذي يفتح لنا الحياة الكنسيّة والرّوحيّة، وهي أيضًا باب الأسرار، ويرتدي فيه الأطفال الملابس البيضاء كرمز للنّور والفرح. توبة الإنسان شديدة الصّلة بالفرح، وإنّ الإنسان المبتعد عن الخطايا هو إنسان سعيد في كلّ حياته."
تجدر الإشارة إلى أنّ عيد الغطاس هو عيد تعميد المسيح في نهر الأردن على يد القدّيس يوحنّا المعمدان، وهو من الأعياد السّيديّة الكبرى في الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.
وقد بدأت مساء الجمعة صلوات لقان وقدّاس عيد الغطاس في الكاتدرائيّة المرقسيّة بالإسكندريّة.